«المعلّم» حسن شحاتة أعاد رسم المفاهيم في ما يخص علاقة المدربين الوطنيين بمنتخباتهم وأصبح مرجعا ونموذجا يحتذى به لكل من أراد النجاح فسجلاته تشهد على أنه من طينة المدربين الذين تتوقع لهم أينما حط بهم الرحال وهو من بين نزر قليل نجحوا كلاعبين وكمدربين. المعلم ولد ونشأ وكبر بسيطا، حيث أبصر النور في 19 جويلية 1947 بمنطقة كفر الدوار بمحافظة البحيرة في مصر وسط أسرة متكوّنة من 11 نفرا (سبعة أخوة وأختان الى جانب الوالدين) فأكسبته ظروفه الاجتماعية شخصية قوية، فتسلح بالعزيمة ليعبر الى بر الأمان وينجو من «غول» الفقر والتشرد. اللاعب المثقف انطلقت رحلة صائد الالقاب مع كرة القدم كلاعب في فريق من محافظة البحيرة وفي نفس الوقت كان طالبا في مدرسة صلاح سالم التجارية، أما اكتشافه في عالم الكرة المصرية فقد جاء عن طريق الصدفة خلال مباراة ودية اكتشفه حينها رئيس نادي الزمالك محمد حسن جلمي في ستينات القرن العشرين وضمه الى صفوف الزمالك في نوفمبر 1966. كان الرجل يؤمن أن كرة القدم لا تصنع وحدها الانسان رغم الشهرة والمال، فانتسب الى جامعة بيروت من خلال المكتب العربي للجامعات في الكويت وأكمل دراسته في كلية التجارة، حينها كان لاعبا في نادي كاظمة الكويتي الذي انتقل في 1968 قادما من الزمالك. ملامح بطل منذ أن كان لاعبا لم يكن حسن شحاتة عاديا بل عانق التميز في كل المحطات التي حل بها، فتحصل على لقب أفضل لاعب في آسيا وأفضل لاعب في افريقيا وفي مصر كذلك ووصل مع المنتخب المصري الى أولمبياد موسكو عام 1980. عندما خبر جيدا تفاصيل كرة القدم وراكم تجارب عديدة اعتزل في 1983 واتجه الى التدريب فعمل مدربا لفرق تحت 19 عاما في الزمالك وفاز عامي 1984 و1985 ببطولة الجمهورية للشباب ثم عمل مدربا مساعدا للفريق الاول للزمالك عام 1986... تجارب كانت ناجحة في بداياتها ليبرز في شكل المدير الفني القادر على صنع «المعجزات» في زمن غابت فيه «المعجزات» فتعود على كسب الرهان رغم صعوبة المهمات التي خاضها. صائد الألقاب نجح «المعلّم» في الصعود بعدة فرق من الدرجة الثانية المصرية الى الدور الممتاز مثل المنيا والشرقية والسويس والشمس والمقاولون العرب... هنا أكد الرجل دهاءه الفني لكن لم تكن تلك ميزته الوحيدة، بل نقطة التفوق الاخرى هي قوة الشخصية، فملامح وجهه تحيلنا الى «الرجل العربي» الصلب والحديدي ابن الصحراء التي لا تنجب الا الأشداء... هادئ الطبع حارب نجوم مصر من ميدو الى عمرو زكي ولم يكن يعترف الا بنجومية المنتخب المصري وتحدى في نفس الوقت كل الأصوات التي عادة ما نسبت انجازاته للبركة فأدخل الفرحة الى بيوت 80 مليون مصري وأنساهم لحظات النقص في الخبز والماء والمسكن والعمل... قوة ايمان كبيرة جلعت بعضهم يتهمونه بالشعوذة والخلط بين اللعبة والدين ولن ينسى أحد تلك الكلمات التي نطقت بها شفتاه في مباراة مصر والكامرون في ربع نهائي كأس افريقيا الماضي بأنغولا عندما قال: «يا حبيبي يا رسول ا&»... صفات قادته الى النجاح بداية بمنتخب الشباب 2003 وفاز معه بكأس افريقيا وواصل النجاح مع نفس ذلك الجيل وفاز بثلاثة كؤوس افريقية مع المنتخب الاول في 2006 و2008 و2010... الارقام وحدها تتكلم عن انجازات يبدو أنها لن تتكرر، أما مقارنته بغيره من المدربين العرب، فهي محل جدل نظرا الى الفوارق الكبرى... محمد الهمامي البطاقة الشخصية الاسم : حسن علي شحاتة حماد تاريخ الولادة : 19 جويلية 1947 مكان الولادة : كفر الدوار محافظة البحيرة الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لولدين كريم واسلام وله حفيدان هما حسن وهنا كريم. انجازاته كلاعب : 70 مباراة دولية مع المنتخب المصري أحسن لاعب في آسيا عام 1971 أحسن لاعب في افريقيا 1974 أحسن لاعب في مصر 1976 حصل على وسام الرياضة من الطبقة الاولى في عيد الرياضة عام 1980. انجازاته كمدرب : بطولة الجمهورية للشباب مع الزمالك عامي 1984 و1985. بطولة افريقيا للشباب مع المنتخب المصري في 2003. بطولة دورة الالعاب العربية عام 2007. فاز بكأس افريقيا للأمم في ثلاث مناسبات 2006 و2008 و2010.