أعربت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) في تقريرها السنوي حول الجيش الصيني قدمته إلى الكونغرس عن قلقها إزاء تنامي قوة الصين العسكرية بصورة كبيرة، وهو ما يجعلها أكبر وأكثر تأثيرا وقوة ، مشيرة إلى رفض الحكومة الصينية مؤخرا إتهامات البنتاغون بأن ذلك من شأنه زعزعة استقرار وأمن المنطقة. وقد اعتبرت الحكومة الصينية التقرير بأنه تدخل في شؤونها الداخلية. وأشارت صحف أمريكية رئيسية إلى أن العديد من كبار مسؤولي البنتاغون يرون ان برنامج تحديث الجيش الصيني يعكس طموح قوة عالمية صاعدة سيجعلها منافسا مقلقا لمصالح الولاياتالمتحدة في منطقة المحيط الهادئ. برنامج صيني وأعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء الغموض الذي يحيط ببرنامج تطوير لقوتها وقدرتها العسكرية ونواياها وقدراتها، زاعمين أن ذلك من شأنه التسبب في عدم الاستقرار في المنطقة. ويقدر التقرير الذي صدر بعنوان «التطورات العسكرية والامنية في جمهورية الصين الشعبية» إجمالي ما أنفقته الصين خلال العام الماضي على تنمية قدراتها العسكرية والتسليح قدر بنحو 150 مليار دولار بزيادة نحو 7.5 في المائة، غير أن هذا يعد خمس ما أنفقه البنتاغون في حربه على العراق وافغانستان. ويوضح تقرير البنتاغون أن الصين لديها برنامجا نشطا لتطوير وانشاء عدة حاملات طائرات ومن الممكن ان تبدأ في تشييده بنهاية العام الحالي واظهرت أيضا أن الصين تنوي توسيع ترسانتها من الغواصات النووية وقاذفات الصواريخ البحرية. ويرى محللون أن تقرير البنتاغون السنوي حول تنامي القدرات العسكرية الصينية يعكس مصلحة الولاياتالمتحدة في التهوين من الخلافات في العلاقات الثنائية مع الصين مشيرين في هذا الشأن إلى أن الولاياتالمتحدة لا تزال تحتل المرتبة الأولى في الانفاق العسكري في العالم. وانتقد مسؤولون في البنتاغون إجراءات الصين خارج مياهها الاقليمية خاصة في بحر الصين الجنوبي، مشيرين إلى المخاوف التي تتمثل في حرص الصين على إقتناء أسلحة تلغي قدرة السفن الحربية الأمريكية على العمل في المياه الدولية أمام السواحل الصينية وأن هذه الأسلحة تتضمن صواريخ بعيدة المدى وأسطولا من الغواصات والسفن الحربية. واعتبر المسؤولون أن «ميزان القوى العسكري عبر مضيق تايوان لا يزال يميل لصالح الصين». قلق أمريكي وقال التقرير إن تحديث القوات الصينية يبدو أنه يهدف في جزء منه إلى تحقيق ميزة استراتيجية في التعامل مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما منشقا عنها. إلا أن التقرير حذر من أن الافتقار للشفافية في ما يتعلق بالغرض من تعاظم القوة العسكرية «يزيد من احتمال سوء الفهم والتقدير» بصورة تتعدى حدود المنطقة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في البنتاغون توقعاتهم بأن الصين تعتزم توسيع نطاق المطالبات بالاختصاص البحري المنصوصة في القانون الدولي. وانتقد التقرير قرار الصين تعليق الاتصالات العسكرية مع الولاياتالمتحدة، قائلاً ان علاقة مستدامة يمكن الاعتماد عليها بين الجيشين الصيني والأمريكي من شأنها تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل وتوسيع التعاون. ولاحظ التقرير أيضاً ان الصين تقوم ببناء قدرات فضائية وتطوّر مهاراتها في مجال الكومبيوتر والإنترنت، مشيراً إلى ان القدرات الصينية على تنفيذ هجمات عبر الكومبيوتر هي لغز . وذكّر التقرير بتعرّض أجهزة كومبيوتر في أنحاء العالم بينها أجهزة تملكها الحكومة الأمريكية لهجمات إلكترونية مصدرها الأراضي الصينية، مشيرا إلى ان الهجمات كانت تستهدف الحصول على معلومات تجارية وعسكرية.