على غرار الدورة السابقة، حققت الدورة الجديدة لمهرجان مدنين نجاحا كبيرا يعود أساسا الى قيمة البرنامج الذي تم اعداده وكذلك الى السياسة الجديدة التي سلكتها الهيئة المديرة منذ الدورة الفارطة وهي سياسة المراهنة على أبناء الجهة في العديد من فقرات البرنامج وهي ايضا سياسة «التحدي» وذلك بتحدي العديد من الصعوبات وخاصة منها المالية في ظل غياب دعم المؤسسات الاقتصادية، وهو ما صرّح به ل «الشروق» السيد جوهر أولاد حمودة مدير الدورة 31. وفي بداية حديثه أشار السيد جوهر أولاد حمودة الى النجاح الذي تحقق خلال الدورة السابقة مؤكدا أن تلك الدورة يمكن اعتبارها العودة الفعلية لمهرجان مدنين بعد مرحلة من الركود تواصلت العديد من المواسم وهي مرحلة كانت بمثابة وقفة تأمل للوقوف على أسباب الركود ومحاولة ايجاد الحلول وهو ما تحقق فعلا حسب قوله خلال هذه الدورة الجديدة والدورة التي سبقتها. سياسة التحدي تحدث مدير مهرجان مدنين عن عديد الصعوبات التي حالت دون نجاح العديد من الدورات السابقة وهو ما تسبب في ذلك الركود الذي تواصل عديد السنوات مؤكدا أن ذلك لم يكن حاجزا لتوقف المهرجان، فكان «التحدي» هو الشعار الذي رفعته هيئات المهرجان، مشيرا الى أن سياسة التحدي كانت احدى الاسباب الرئيسية في نجاح الدورتين 30 و31. الاستجابة للجماهير وحول نوعية البرمجة والعروض المدرجة أكد مدير مهرجان مدنين ان المهرجان يكبر بالجمهور وأن البرمجة الناجحة هي التي تستجيب لما يطلبه ذلك الجمهور، فمن حق جمهور مدنين حسب قوله أن يطالب بالعروض الكبرى وبالاسماء اللامعة وطنيا وعربيا. وعلى هذا الاساس تمت برمجة عروض كبرى مثل سهرة زياد برجي والشاب حبيطري وبلطي ورؤوف ماهر ومسرحية التونسي .com وهي كلها عروض حققت نجاحا جماهيريا كبيرا. المراهنة على أبناء الجهة على غرار الدورة السابقة، تضمنت الدورة الجديدة مجموعة من العروض التي أحياها فنانون من أصيلي الجهة. وفي هذا الاطار اكد السيد جوهر أولاد حمودة أن ذلك يعتبر من مميزات مهرجان مدنين مشيرا الى أن ذلك تكريما لكل الفنانين والمبدعين من أبناء جهة مدنين مذكرا بأن الدورة الجديدة للمهرجان تضمنت عدة عروض لفنانين من أبناء مدنين مثل جعفر القاسمي ورؤوف ماهر وعرض «صوت النخيل» وعرض الاختتام الذي يعتبر من انتاج المهرجان ويحمل عنوان «اللمة المدنينية» وكل هذه العروض التي أحياها أبناء الجهة حققت نجاحا هو أفضل تكريم لهم. غياب دعم المؤسسات الصعوبات المادية مازالت تمثل مشكلا كبيرا، هذا ما أكّده مدير مهرجان مدنين مؤكدا أن الدعم المالي مصدره السلطة المحلية والجهوية ومندوبية الثقافة والبلدية، أما دعم المؤسسات الاقتصادية فكان غائبا رغم كثرة هذه المؤسسات، فالمطلوب هو المساندة والتشجيع من قبل هذه المؤسسات ليتواصل المهرجان. حلمنا مسرح كبير السيد جوهر أولاد حمودة قال إن الحلم في مدنين هو مسرح هواء طلق كبير، لأن المسرح الحالي لا يمكنه احتضان العروض الضخمة فطاقة استيعابه لا يمكن ان تتجاوز 1200، فالمشهد الثقافي في مدنين يعرف تطورا هاما ونموا متواصلا يتطلبان فضاء كبيرا لتنظيم التظاهرات الكبرى، مثل مهرجان مدنين الذي يكبر من دورة الى أخرى.