رمت الهيئة المديرة للشبيبة بسهم صائب عندما أقدمت على انتداب المدرب سفيان الحيدوسي، نظرا لما عرف به هذا الفتى الطموح من كفاءة ممّا جعل اسمه يتداول في الساحة كأحد أبرز المدربين الشبان الذين ما انفكوا يتألقون سواء في بطولتنا أو خارج حدود الوطن. الحيدوسي انطلق في التدريب منذ سنة 1993 وترك بصماته أينما حلّ بداية بآمال النادي الافريقي الذي توّج معه بكأس تونس ثم عمل مساعدا للمدرب مراد محجوب مع فريق باب الجديد أيضا قبل أن يتولى الاشراف على منتخبي الأواسط والأولمبي، ثم الاشراف على فريق مكارم المهدية، ونجم حلق الوادي والكرم والأولمبي الباجي. كما خاض تجارب خارج حدود الوطن باشرافه على حظوظ الأهلي البحريني والرياض السعودي والشباب السعودي ونادي دبيالاماراتي وفريق الامارات الاماراتي ونادي الفجيرة الاماراتي والهلال السوداني قبل أن يعود الى أرض الوطن ويشرف الموسم الماضي على الترجي الجرجيسي وهذا الموسم على حظوظ الشبيبة.. تجربة ثرية تختزل خبرة هذا المدرب وقدرته على تقديم الكثير للأخضر والأبيض متى وجد الظروف والأرضية الملائمة والأجواء المشجعة على العمل. «الشروق» اتصلت بالحيدوسي بعد هزيمة الشبيبة أمام المرسى ورفعت له تساؤلات واستفسارات الأحباء نكتشفها ضمن الحديث التالي: غياب النجاعة وأشياء أخرى وراء الهزيمة عن سؤالنا في أيّ مجال يجب أن يتحسّن الفريق بعد هزيمة المرسى.. قال الحيدوسي: «لا.. أبدا هذه الهزيمة لا يمكن أن تعود بنا الى النقطة صفر.. لا لتهويل هذه العثرة.. لأن الفريق قدم مباراة كبيرة.. الحظ وقلّة التركيز والهفوات التحكيمية.. ساهمت في الهزيمة رغم أننا سيطرنا على المباراة.. وإن شاء اللّه نستوعب الدرس في اللقاءات القادمة.. سنعمل على تحسين الدفاع لتأمين الصلابة الضرورية لهذا الخط وايجاد الحلول الهجومية حتى تكون النجاعة أفضل.. هذا ما ينقصنا». شبح محجوب وبخصوص مردود الفريق كثرت التعاليق بأن شبح المدرب مراد محجوب يخيّم على أداء الشبيبة خلال الجولتين الأخيرتين أمام الافريقي والمرسى أكد الحيدوسي: «لا أدري بأيّ خطة يلعب الفريق في الموسم الماضي.. هذا الكلام مردود على أصحابه.. أنا لا ألعب بطريقة واحدة وبخطة واحدة.. بل إن الخطة تتغيّر أكثر من مرة حتى أثناء المباراة حسب النتيجة وحسب المنافس.. لا أحد يلعب بطريقة واحدة لأن المنافس ليس واحدا.. والبطولة فيها 14 فريقا.. أليس كذلك؟». لم أنتدب إلاّ 3 لاعبين فقط أمام الكمّ الهائل من المهاجمين الذين انتدبتهم الشبيبة خلال الفترة الأخيرة من تنقلات اللاعبين وهو ما أوجد بعض المشاكل على مستوى اختيار الاطار الفني وحتى على مستوى اللاعبين.. سألنا مدرب الشبيبة إذا كان وراء بعض الانتدابات فقال نافيا: «لا أبدا.. لقد وجدت هؤلاء المهاجمين في الفريق.. منذ قدومي للاشراف على حظوظ الشبيبة فوجئت بهذا العدد الهائل من المهاجمين الذين وقع انتدابهم في نفس المركز هذا الموسم وفي المقابل كان الرصيد البشري يشكو نقصا في خطي الوسط والهجوم.. اقترحت على المسؤولين انتداب لاعب الترجي الجرجيسي سايكو، لما كان المهاجم حسين الدردوري معاقبا ومازال لم يقع انتداب حسين جابر ووليد التايب، وحتى المهاجم نوفل اليوسفي كان مصابا، لكن «سايكو» وبعد الاتفاق معه راوغنا فاضطررنا لانتداب المهاجم الجزائري سفيان بن شريفة ثم انتدبت المدافع حمدي البوزيدي من النادي الصفاقسي والمدافع المحوري لجمعية أريانة زياد حبيبي.. لذلك فأنا لم أنتدب سوى 3 لاعبين فقط.. وسنضطر في المرحلة القادمة من الانتدابات التفريط في مهاجمين وتعزيز المجموعة بمدافع صاحب خبرة ولاعب وسط دفاعي بعد مغادرة نبيل التليجاني». لا مكان في الفريق للاعبين المتمرّدين وحول تمرد بعض اللاعبين ورغبتهم في اللعب كأسيين في التشكيلة ردّ الحيدوسي غاضبا: لا وجود ولا مكان للاعبين متمرّدين في الفريق.. لقد حصل سوء تفاهم لا غير مع اللاعب حسين جابر ووليد التايب وقد نالا جزاء الخطأ الذي قاما به لأن التصرف الذي قاما به لا علاقة له بالاحتراف.. وكل لاعب لا بدّ أن يراجع نفسه لأن الأماكن لا تهدى في الشبيبة.. وربما ما حدث ظاهرة صحيّة جيّدة لأننا نريد أن نصل باللاعب الى الرغبة في اللعب كأساسي ولكن في اطار من المنافسة الشريفة فقط. لا بدّ من حلّ لمشكل الملعب سألت مدرب الشبيبة عن الصعوبات التي مازالت تعيق عمله فقال: «أكبر مشكلة وجدتها هو الملعب.. فالفريق لا يستطيع التدرّب في الميدان الفرعي ولا الرئيسي.. لأن الأول يشكل خطورة على صحة اللاعبين والثاني غير مرّخص لنا إلا بإجراء حصة تدريبية واحدة عليه كامل الأسبوع.. كذلك نضطر الى التنقل الى سوسة يوميا لاجراء التمارين، ،وهذا كثير على لاعب يتنقل 120 كلم يوميا للتدرّب.. هذا غير معقول.. وأتمنى أن يقع ايجاد حلّ عاجل لهذه المعضلة التي تشكل عائقا للفريق مادّيا ومعنويّا.. وأخيرا أعد الأحباء بنتائج أفضل في قادم الجولات بما يتماشى وطموحاتهم».