دمشق القدسالمحتلة (وكالات): حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من أن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستفضي الى نتائج كارثية لا على الفلسطينيين فحسب، بل على مصر والأردن أيضا معتبرا أن تلك المفاوضات ستجري بلا غطاء سياسي وداعيا بعض القادة العرب الى عدم المشاركة فيها. وخلال كلمة له سبقت مأدبة افطار أقامتها حركة حماس على شرف مراسلي وسائل الاعلام في دمشق أن المفاوضات المباشرة ستجري تحت الاكراه وبمذكرة جلب أمريكية وأن هذه المفاوضات ليست بقرار فلسطيني أو قناعة عربية وأنها بلا شرعية وطنية. مسار خاطئ وقال مشعل أن قرار المفاوضات المباشرة من رام الله هو صدى لصوت الأمر الأمريكي في واشنطن وأن أغلب المعتدلين الموافقين في فلسطين على التسوية اعترضوا على هذا المسار. وأضاف أن فريق المفاوضات معزول عددا وموقفا لأنه راهن على الأمريكان لا على ارادة الشعب الفلسطيني ويبحث عن شرعية من الخارج بدل أن يحرص على نيلها من الداخل الفلسطيني، واذ أشار مشعل الى شروط نتنياهو في تلك المفاوضات، فقد فند أبعادها ومعانيها المتمثلة حسب مشعل في شطب حق العودة وتهجير أبناء ال 48 واقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تتحكم اسرائيل في حدودها ومعابرها، ورأى أن جرأة نتنياهو بالمطالبة بيهودية اسرائيل ناجمة عن ضعف السلطة الفلسطينية. وشبّه مشعل بيان اللجنة الرباعية المتعلق باستئناف المفاوضات غير المباشرة بورقة التوت وقال انه لا يستر عورة ورأى في تصريحات المفاوضين الفلسطينيين مهزلة وقال ان هذه مفاوضات تصفية لا تسوية للقضية الفلسطينية لا مصلحة فيها للفلسطينيين بل هي ‹ثمرة توافق مصلحة أوباما ونتنياهو لأسباب أمريكية اسرائيلية لا مكان للمصلحة العربية فيها. وخاطب مشعل من سماهم عقلاء حركة فتح بالقول: لا تسمحوا بأن يجري تركيب هذه المغامرات باسمكم، هذه مسؤولية تاريخية، أنتم مجرد غطاء ولا دور لكم صودِر قراركم ليُستعمل باسمكم غطاء للخطايا والمقامرات. محادثات سرية في الأثناء كشفت مصادر صحفية أمس أن الادارة الأمريكية تجري سرا محادثات مكثفة مع اسرائيل على أكثر من مستوى لإيجاد صيغة توفيقية لموضوع البناء الاستيطاني حتى لا تنفجر مفاوضات السلام بعد 3 أسابيع من استئنافها. وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مصادر سياسية في اسرائيل كشفت أن واشنطن تخشى من أن تنفذ حكومة الاحتلال قرارها باستئناف البناء الاستيطاني في 26 سبتمبر المقبل فينسحب الفلسطينيون احتجاجا على ذلك. وأكدت هذه المصادر أن المحادثات الاسرائيلية الأمريكية الأساسية تتم عبر قناة سرية بمشاركة وزير شؤون المخابرات دان مريدور، وهو أحد الوزراء السبعة الذين اختارهم نتنياهو ليكوّنوا قيادة عليافي الشؤون الاستراتيجية. وأجرت صحيفة «معاريف» العبرية استطلاعا في أوساط وزراء حكومة الاحتلال بشأن الخطوة الواجب اتخاذها أواخر الشهر المقبل فظهر أن 21 منهم يؤيدون استئناف البناء في المستوطنات مقابل 4 وزراء فقط من حزب «العمل» يؤيدون مواصلة تعليق البناء وامتناع 4 آخرين بينهم وزير الحرب إيهود باراك عن الإدلاء برأيهم.