بعد مرور ثلاثة جولات من عمر البطولة جنى مستقبل قابس انتصارا على ميدانه بعد هزيمتين في المنزه مع الإفريقي والملعب التونسي وهو بذلك يملك رصيدا بثلاث نقاط ويحتل المرتبة السابعة رفقة خمسة أندية أخرى من بينها الإفريقي والبنزرتي والشبيبة. وضعية الجليزة عادية جدا في هذه الحال ولا يمكن لأن كان أن يطلب من الفريق أن يحرز نتائج أفضل وهو الذي يدخل غمار البطولة المحترفة الأولى بعد غياب 15 سنة كاملة وطبيعي جدا أن تبدأ مسيرته بكثير من البطء وطبيعي أيضا أن لا نشاهد مستوى فنيا كبيرا لعديد الأسباب التي تمس حالة اللاعبين ونفسيتهم وهم يطرقون باب المنزه لأول مرة ويتنافسون بالرابطة الأولى لأول مرة، مسيرة الفريق تبدو عادية جدا ولا عزاء للناقدين الذين وجهوا سيوفهم منذ أول لقاء الى الكوكي وأبنائه لأن مشوار البطولة مازال في بدايته. انتدابات مدروسة المتمعن جيدا في قائمة اللاعبين المنتدبين هذا الموسم لا يمكن أن يشكك في قيمة أسماء مثل المرزوقي ومنافق وساكو والورهاني وبالربط والعويشاوي وبوشربية إضافة الى العناصر التي صنعت ربيع «الجليزة» الموسم الفارط على غرار الحارس الثامري والعبدلي والزرلي والبغدادي والشارني، قائمة طويلة من العناصر التي برزت في الرابطة الأولى والثانية ومنطقيا بمثل هذه المجموعة فإن مستقبل قابس قد نجح في ضم مجموعة قادرة على ضمان بقائه في هذا الموسم ولعل وجود الثلاثي الأجنبي المتكون من ساكو وأوروك وديدي طايو يمثل صفقة رابحة لخطي الوسط والهجوم سيكون لها شأن في بطولة هذا الموسم وقد كانت أول فرصة ظهورهم في لقاء الجولة الثالثة أكبر دليل على قيمة هذا الثلاثي الفنية. القادم أفضل لقد واجه المدرب الكوكي بعض الانتقادات نظرا للمردود المهزوز الذي بدا عليه الفريق خلال اللقاءات الثلاثة ولاقت اختياراته التكتيكية عدم رضاء الجمهور لكن المنطق والواقع يؤكدان أن الأمر تم تهويله ولا يمكن الحكم على مردود الفريق بعد أولى لقاءات البطولة التي اختلط عليها حر الصيف وصيام رمضان وعدم جاهزية بعض اللاعبين جراء التحضيرات المكثفة والإصابات الحاصلة وعدم اكتمال التشكيلة الرسمية كلها عوامل تقول أن الكوكي لا دخل له في المردود المقدم خاصة وأن الفريق مازال يبحث عن ديناميكيته وتوازنه واختياراته الواضحة التي يمكن له اعتمادها ولعل توقف البطولة في هذا الوقت قد يسمح للفريق بمزيد العمل بحثا عن انسجام المجموعة والأكيد أن مستقبل قابس سيكون جاهزا يوم 19 سبتمبر لموعد الجولة الرابعة بوجه مغاير أفضل مما كان عليه وما على جماهير الجليزة إلا الصبر على أبنائها ومواصلة المساندة والدعم والكف عن التدخل في الأمور الفنية وترك الهيئة والإطار الفني يقومون باللازم. العناية بالشبان قد تكون هيئة المستقبل تيقنت أنه لا بديل عن أبناء الجمعية لضمان المستقبل الأفضل للفريق ولا مفر من اعتماد توجه رئيسي قار واستراتيجية عمل مقننة لمسك ملف الشبان، هذا ما يبدو على الأقل من خلال انتداب المدرب القدير فتحي بن غانم ليشغل خطة مدير فني لأصناف الشبان، هذا الأخير قد باشر مهامه منذ أسابيع وانطلق في العمل الميداني باختيار الإطارات الفنية التي ستشرف على الأصناف ووضع برنامج عمل يشرف عليه بنفسه. توجه قيم يحسب لهيئة الجليزة ولسان حالها يقول لا يمكن السكوت والفريق لا يضم في صفوفه سوى خمسة عناصر من بين 26 فمستقبل الجليزة لن يكون أفضل إلا بتواجد عمود فقري قار لا يقل عن نصف الفريق من أبنائه. أين جمهور «الجليزة»؟ أقل من ألف من الأحباء حضروا لقاء الجولة الثالثة على مدارج ملعب قابس وهو رقم مخيب للآمال ويدعو للتساؤل هل هو ترجمة للعلاقة المتوترة بين الأحباء والهيئة والإطار الفني، تصرف الجمهور بهذه الطريقة غير مفهوم لأن «الجليزة» ملك لقاعدتها الجماهيرية ولا يجب أن تتحكم في العلاقة مؤشرات ظرفية، المنطق يفرض عودة الجمهور الي فريقه ومساندته مهما كانت الظروف والدعوة موجهة لهيئة الأحباء قصد الإجتهاد والعمل على رأب الصدع الذي حصل.