يحكى أنه كان هناك شاب فقير الحال في عهد الحجاج بن يوسف وكانت له ابنة عم والدها ثري أراد أن يتزوجها ولكن والدها رفض الحديث في الموضوع وكان يقول دائما لن أزوج ابنتي الغنية من شاب فقير فابتكر هذا الشاب حيلة بأن أشاع في البلاد أن الحجاج بن يوسف أعطاه صندوقا مملوؤا مالا وذهبا وملأه بالتراب وأخفاه بغرفته المتداعية وبعث إلى عمه يخطبه في ابنته ويعده بتلبية كل الشروط فرح العم بما سمع وشرع يقتني أغلى الحلل وأثمن الجواهر وطلب من ابن أخيه أن يدفع ثمن ما اقتناه فقال له ابن أخيه: يا عمي احمل الصندوق بما فيه وهبني إياه الحجاج بن يوسف وادفع ثمن ما اقتنيت واترك الباقي لديك فما أعطاني الحجاج شيء كثير فقد أخفيت ما يمكنني من العيش الكريم عشرات السنين فسر العم بما سمع وعاد مسرعا إلى منزله لتكون له الصدمة الكبرى فالصندوق مملوء بالتراب وبعد أن هدأ روع العم حمل الصندوق وذهب إلى الحجاج ابن يوسف ليشكو ابن أخيه وأحضر الشاب الذي روى للحجاج قصة رفض عمه تزويج ابنته له وكيف ابتكر هذه الحيلة ليجعله يوافق على الزواج من الفتاة التي أحبها فما كان من الحجاج ابن يوسف إلا أن أمر بمنح الشاب ما يمكنه من الزواج من ابنة عمه.