قسما برب الكعبة، قسما بمحبة ذيل اليوم لرأس الشهر. قسما بعشق الطاقة الشرائية للشهرية، لولا إيماني بأن اللّه لا يكلّف نفسا إلا وسعها. ولولا خوفي عليه من الافلاس المؤكد السريع لطالبت «الكنام» بإدراج أعيادنا ومناسباتنا الاحتفالية ضمن شبكة الأمراض المزمنة لفائدة مضمونيه الاجتماعيين وهي أمراض لا تحتاج إلى تحاليل مخبرية باعتبار أن من بيننا من أصبح هو في حد ذاته فيروسا يمشي على الأرض. أليس مرض فقدان المناعة مرضا مزمنا؟ أليس لا فرق بين من يشكو فقدان المناعة. ومن يشكو فقدان زقوقو عصيدة المولد مثلا أليس من يشكو فقدان المناعة كمن يشكو فقدان ورود البلاستيك الصيني في عيد الحب؟ أليس من يشكو فقدان المناعة يشكو فقدان الديك الرومي في رأس العام الميلادي وكمن يشكو فقدان الملوخية في رأس السنة الهجرية. أليس لا فرق اطلاقا بين من يشكو فقدان السمع أو البصر ومثلا وبين من يشكو فقدان الحواس الخمس والذاكرة في «الريفيون» وفي أغلب المناسبات أحيانا؟ أليس لا فرق بين مرض التهاب الكبد ومرض التهاب الكلفة والسّلفة في كل عيد؟ أليس لا فرق بين قرح المعدة وقرح الجيب. ماذا لو تكفل «الكنام» بكل هذه الأمراض المزمنة؟ هلاّ تبقى «دار الخلاء تبيع اللّفت» المدعوم لكل «بلعيد» في كل عيد؟ وهلا أن من «سيب الماء على البطيخ» سيزيد الماء ويزيد الدقيق في عجين حلاويات العيد في كل عيد؟ وإذا تكفل «الكنام» بهذه القائمة الجديدة من الأمراض المزمنة هلاّ يموت بأنفلونزا الأعياد وفيروس الأفراح ومكروب المناسبات؟ وإذا فعلها ففي أي «كنام» سينخرط «الكنام».