يعيش المصابون بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) حالة من القلق بسبب ما يعتبرونه «اقصاء» لهم من قائمة الأمراض المزمنة التي يتكفل بها ال «كنام». وقال بعض المتذمّرين في لقاء مع «الشروق» إنهم أصبحوا يجدون صعوبات مادية كبرى في العلاج خاصّة أن مرضهم (فقدان المناعة) يجعلهم عرضة باستمرار وعلى مدار العام لعدة أمراض أخرى (ما يسمّى بالأمراض الانتهازية) التي تجد الفرصة للاستقرار في أجسادهم المفتقرة للمناعة. والمعلوم أن مرضى «السيدا» يحصلون على الدواء اللازم لهم بصفة مجانية بعد أن أقرت الدولة ذلك منذ سنة 2000 وهو ما خلّف لديهم ارتياحا كبيرا، بما أن هذا الدواء يساعد على الحدّ من انتشار «الفيروس» ويمكنهم من التعايش معه لسنوات. وبالتالي فإن الاشكال غير مطروح لديهم على هذا الصعيد (علاج ودواء مرض السيدا في حد ذاته)... لكن الاشكال بالنسبة إليهم يتمثل في كثرة اصابتهم بأمراض جانبية أخرى على مدار السنة (مثل الڤريب وغيره) وهي أمراض، رغم خفّة حدّتها إلا أنها تكون مكلفة عندما تتكرّر اكثر من مرّة. سقف 200د ترتفع لدى مرضى السيدا كلفة العلاج والدواء للامراض الانتهازية التي تصيبهم، بما أنهم خاضعون لنظام التكفّل العادي من «الكنام» الذي يحدّد المبلغ السنوي لنفقات العلاج والدواء ب 200د... وهو ما يعتبره المصابون أمرا غير معقول لأن نفقاتهم تتجاوز هذا السقف بكثير، إذ أنهم معرّضون للاصابة في أية لحظة بأمراض أخرى تتطلب علاجا أكيدا وعاجلا حتى لا تتعكّر حالتهم الصحية، ويطالبون تبعا لذلك بادراجهم ضمن قائمة الامراض الثقيلة والمزمنة التي لا يوجد فيها اي تحديد لسقف العلاج. معايير وأولوية تشمل قائمة الأمراض المزمنة والثقيلة التي يتكفل بها ال «كنام» دون تحديد سقف سنوي للنفقات 24 مرضا منها السكري والسرطان وأمراض القلب والشرايين وضيق التنفس والقصور الكلوي.. وغيرها من الأمراض المنتشرة في صفوف التونسيين. وقالت مصادر خاصة ل«الشروق» إن هذه القائمة التي نص عليها قرار مشترك صادر في 2007 عن وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية، لا تعني عدم وجود أمراض أخرى مزمنة وثقيلة.. لكن اللجنة التي عهد لها ضبط القائمة اعتمدت على مقاييس دقيقة تأخذ بعين الاعتبار الكلفة المالية المرتفعة للمرض وكذلك ارتفاع عدد المصابين به (بناء على حالة الاكتظاظ في المستشفيات والمصحات).. وقد توصلت إلى وجود 24 مرضا لها الأولوية المطلقة في هذا المجال في انتظار إضافة أمراض أخرى إذا ما توفرت فيها المعايير اللازمة، بما أن القائمة مفتوحة وليست مغلقة وقد تشمل في المستقبل مرض «السيدا» خاصة أن عدد المصابين يرتفع من سنة إلى أخرى اضافة الى ارتفاع تكلفته المادية تدريجيا ويُصبح مطلب المصابين بالتالي حقا مشروعا... ال «كنام» يوضّح ذكرت مصادر مطلعة من «الكنام» أن مسألة إضافة أمراض أخرى إلى قائمة ال24 تبقى من مشمولات سلطة الإشراف مثلما حصل مع القائمة المعمول بها الآن، وبالتالي فإنه لا دخل للصندوق فيها... إذ لا بد من انتظار قرار مشترك بين وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية (بناء على رأي اللجنة المختصة) ليعطي الضوء الأخضر ل«الكنام» للتكفل بأمراض أخرى (منها السيدا) في إطار نظام الأمراض المزمنة والثقيلة... وفي هذا الإطار علمت «الشروق» من مصادر أخرى أن التفكير في توسيع القائمة المذكورة بدأ وقد يتم الكشف عن نتائج ذلك في الأشهر القادمة.