صدر في محاورات ابن رشيق حوار مع الدكتورة ألفة يوسف عنونته ب «لست مفتية.. ولا داعية... وقراءتي للنص لا تلزم غيري» ب «الشروق» بتاريخ السبت 4 سبتمبر 2010 أكدت فيه على ما تردده دائما ان القرآن لا يفهمه احد استنادا الى الآية الكريمة التي صدرت بها كتابها حيرة مسلمة.. وما يعلم تأويله الا الله... وهو توظيف مغالط. وسأكتفي بالتعليق على نقطتين: أ لست مفتية: قد يصح قولها أنها ليست مفتية من حيث الأهلية الفقهية ولا تدعي الإفتاء رغبة عنه، إلا أنه قول يفنده ما جاء في كتاب حيرة مسلمة الذي تجاوز القراءة والحيرة التي ادعتها الى إصدار أحكام في مسائل فقهية خالفت فيها صريح النص القرآني الذي لا يحتمل التأويل مدعية أنها خالفت قراءة الفقهاء. من ذلك انها أحلت اللواط إذا كان برضا الطرفين، وبذلك ادعت ان اللواط غير المثلية التي احلتها، كما احلت بمماحكات لا يستقيم لها النص القرآني ان يكون في عصمة المرأة اكثر من رجل قياسا على جواز زواج الرجل بأكثر من واحدة. وأباحت نكاح المتعة استنادا الى بعض المذاهب الشيعية، وانساقت مع جلال كشك في اعتبار أطفال الجنة للمتعة الجنية مما يجعل الله عزّ وجل يجازي الصالحين من عباده بالتمتع بأطفالهم الموتى جنسيا تعالى الله عن ذلك علو كبيرا. كما اعتبرت الصداق غير واجب عند الزواج.. الى غير ذلك من التجديف على كتاب الله وصحابة رسول الله بل على الرسول نفسه بدعوى انه يجيز للمسلمين الزواج بأكثر من واحدة ويمنع عليا من الزواج على فاطمة التي ظلمها أبوبكر الصديق فمنعها من إرث والدها كما ادعت. تلك بعض من مسائل كتاب حيرة مسلمة الذي كرهته صاحبته. من الغريب ان تستغرب الدكتورة كيف هاجم كتابها حتى العلمانيون كأنها لم تدرك الى الآن انها منساقة في مسار يدمر كيان الأمة بتدمير تراثها وإشاعة الفاحشة في شبابها، وكأنها لا تعلم ان تكون علمانيا لا يعني ان تكون إباحيا إنها أصالة هذا الشعب التي لا يدركها كثير من المثقفين. ب قراءتي للنص لا تلزم أحدا غيري. الدكتورة تعلم ان النص يصبح ملكا للجميع ما إن يتجاوز صاحبه وللجميع ان يقول فيه برأيه هذا ان تعلق بمسائل ثقافية عامة فما بالك اذا تعلق بكيان الأمة، عقيدتها وتراثها بطريقة تدميرية وبقراءة مغرضة يمليها توجه ايديولوجي منحرف يسعى الى تحريف الثوابت التاريخية بادعاء قراءات علمية مرة وروحية أخرى كما تلوح بها الدكتورة في حوارها مع «الشروق». نرفض المحاكمات القضائية للفكر ولكننا ندعو الى المحاكمات الفكرية الرصينة حتى لا تصبح الساحة مجالا للنزوات الفكرية والعقائدية لمغالطة الناس. ليعلم الذين تغريهم الهجمات بشتى أنواعها ان هذه الأمة محاربة بجدارة وأنها سليلة حضارة تنازع طويلا ولكنها لا تموت وخير للمثقف العاقل ان لا يكون معول خراب اذا اشتد الظلام . يصلح ولا يخرب.. يتئد ولا يغامر..