وافتنا وزارة الفلاحة بالتوضيح التالي: لا يخفى على أحد الأهمية القصوى التي تحتلها البذور الممتازة في تحسين الانتاجية والرفع من مستوى الانتاج سواء على مستوى الكم أو على مستوى الجودة ولا يمكن لهذه البذور أن تحقق هذه القفزة إذا لم تكن متأقلمة مع الظروف البيئية والمناخية الخصوصية لكل منطقة من مناطق الانتاج. وفي هذا المجال، ما انفكت مؤسسات البحث الوطنية تضع البرامج والبحوث لاستنباط الأصناف الجديدة ذات الخصائص الزراعية المختلفة والمتنوعة بتنوع مناطق الانتاج. وقد أفرزت هذه البرامج والبحوث، العديد من الأصناف ذات مردودية عالية ومقاومة للأمراض الفطرية وأصنافا أخرى تتماشى مع نظام الري وقد تجاوز عدد الأصناف التي تم استنباطها خلال 30 سنة الأخيرة 66 صنفا منها 25 صنفا من الحبوب و18 صنفا من البقول الجافة و23 صنفا من الزراعات العلفية. وقد ساهمت هذه الأصناف في تحسين الانتاجية وبلوغ مستويات عالية من الانتاج في عدة مناطق نتيجة للتطبيق المحكم للحزمة الفنية الموصى بها. وبالإضافة إلى هذا المجهود الوطني، وبمبادرة خاصة من بعض الشركات، تم منذ سنة 2007 وبعد الحصول على الترخيص من وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، تم ادخال بعض أصناف الحبوب الأجنبية قصد تجربتها بمناطق مختلفة لانتاج الحبوب، وقد أفضت هذه التجربة إلى تسجيل هذه الأصناف بصفة رسمية من طرف المصالح المختصة بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بعد أن أثبتت انتاجيتها العالية وتأقلمها مع ظروف الانتاج خاصة بالمناطق الملائمة بالشمال. وستنطلق بعض هذه الشركات في الإكثار من هذه البذور خلال الموسم المقبل لتكون على ذمة الفلاحين الراغبين في اقتنائها أما بالنسبة إلى الموسم الجديد فقد انطلقت الاستعدادات مبكرا لتأمين حاجيات مناطق الانتاج من البذور المقدر انتاجها ب 450 ألف قنطار. وتعمل مصالح وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري على احكام تنظيم عمليات التزويد بالبذور مع مراعاة طلبات كل الجهات من كل صنف والأخذ بعين الاعتبار قدرتها على التأقلم مع الخصائص المناخية لكل هذه الجهات. وتتوزع الكميات المتوفرة بين 350 ألف قنطار من البذور الممتازة و100 ألف قنطار من البذور العادية المراقبة وهي معروفة المصدر، وستوضع هذه الكميات على ذمة الفلاحين لمجابهة أي طلب إضافي عن الحاجيات الجملية من البذور الممتازة. وقد أمكن إلى حد الآن، وضع أكثر من 70 ألف قنطار من البذور الممتازة بمختلف مناطق الانتاج مقابل 4 آلاف قنطار تمّ وضعها في نفس الفترة من الموسم الفارط. إلى جانب هذه الكميات تم توفير 170 ألف قنطار من بذور الشعير بالنسبة إلى المناطق التي تضررت من نقص الأمطار خلال الموسم الفارط.