قد يسألني القارئ الكريم: عن حلّ أيّ معضلة تتحدّث؟ هل اهتدوا إلى حلّ معضلة الفقر والمرض في العالم؟ هل اهتدوا إلى حلّ معضلة التلوّث البيئيّ؟ هل اهتدوا إلى حلّ معضلة نضوب الموارد؟ هل اهتدوا إلى حلّ معضلة القهر؟ هل اهتدوا إلى حلّ معضلة الشرق الأوسط؟ كلاّ ...No... Nicht... لقد اهتدوا يا سيدي يا ابن سيدي إلى حل معضلة «البيضة والدجاجة»!! أي نعم بشّرك الله بكلّ خير!! علماء فطاحلة من جامعة شيفيلد الانقليزية، اجتمعوا طيلة سنوات، وبذلوا الكثير من الجهد والمال، ليقولوا لنا أخيرًا أيّهما أسبق وأيّهما ظهر أوّلاً: البيضة أم الدجاجة؟!! الخبر نشره موقع CNN قبل شهر.. ولا أدري هل في ذلك حجةّ على جديّة الخبر أم قرينة على عدم جديّة الموقع؟! المهمّ أنّه يؤكّد لنا بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ من غير الممكن إنتاج البيضة دون بروتين «أوفوسليدين 17» الموجود في مبايض الدجاجة، الأمر الذي أتاح لعلمائنا الفطاحلة الإقرار بأنّ الدجاجة هي التي ظهرت أوّلاً! هكذا سيّداتي سادتي، نستطيع الآن أن نواجه عزرائيل نفسه، مرتاحي البال.. فماذا نريد من علماء العالم أكثر من أن يبذلوا الجهد والمال في مثل هذه الأمور؟ أمّا المعضلات الحقيقيّة! فلنقل في شأنها ما قال جرير: «زَعَمَ الفَرَزدَقُ أَن سَيَقتُلُ مَربَعاً، أَبشِر بِطولِ سَلامَةٍ يا مَربَعُ... »!