وافقت المجموعة العربية في اجتماعات المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته الرابعة والخمسين عقب حالة شد وجذب ديبلوماسية قوية بشأن الملف النووي الاسرائيلي على اقتراح فيليبيني ينص على أن يؤجل العرب مشروع قرارهم (الداعي الى إخضاع النووي الاسرائيلي لرقابة دولية) حتى العام القادم. وينص مشروع القرار العربي على إلزام مدير الوكالة بتقديم تقرير مفصل عن القدرات النووية الاسرائيلية في الدورة القادمة لمجلس الأمناء والمؤتمر العام مع إضافة بند ضمن بنود مجلس الأمناء بنفس العنوان. اقتراح... مقبول! وأمام العوائق التي كانت تعترض تمرير هذا القرار اقترحت الفيليبين أن يؤجل العرب مشروعهم الى العام القادم على أن يقدم مدير عام الوكالة تقريرا الى مجلس الأمناء والمؤتمر العام. وقال المندوب الأردني لدى وكالة الطاقة الذرية السفير أكرم القيسي: «إن المجموعة العربية اتفقت على قبول المقترح الفيليبيني المقترح الذي يدعو الى تعليق مشروع القرار العربي لهذا العام على أن يظل بندا حيّا على جدول أعمال المؤتمر العام للوكالة للأعوام القادمة». وأشار القيسي الى أن الاقتراح يحظى بإجماع الدول العربية والدول الغربية، مع التأكيد على الموافقة على ما ورد في القرار رقم 17 الذي تبناه المؤتمر العام في دورته السابقة، بشرط أن لا تطرأ أي تعديلات على القرار وأن يتم التوافق عليه بالاجماع قبل أن يطرح كبند على جدول أعمال المؤتمر العام في دورته المنعقدة حاليا. ويمضي السفير القيسي شارحا أنه وفي حالة موافقة الجميع فلابد أن يتم تبنّيه خلال الدورة الحالية لعدد من الاسباب هي أولا إبداء مرونة من الجانب العربي والاستماع لآراء بناءة لتجنب الصدام. والتأكيد على أن العرب مستعدون لتقبل الآراء الموضوعية وإعطاء فرصة للحوار وإنجاح مساعي المجتمع الدولي والتحضير لمؤتمر 2012. وأشار الى «أن المجموعة العربية لا تطلب الصدام من أجل الصدام وإذا اضطررنا الى الصدام والمواجهة فنحن لها، لكن إذا ظهرت بوادر تؤكد على الحق العربي الذي أجيز العام الماضي بنسبة تصويت ضئيلة مقابل اتفاق على إجماع بنسبة كبيرة فلماذا لا نقبل بهذا الاجماع ونعتبره إنجازا في حد ذاته؟» حسب تعبيره. وأشار المندوب الفلسطيني لدى الوكالة زهير الوزير من جانبه الى أن المجموعة العربية تصرّ على مشروع قرارها وأنها لن تسحبه، متمنيا أن يحظى مشروع القرار العربي بتأييد كل المجموعات. ملاسنة وشهدت الاجتماعات مشادة كلامية حادة بين سفيري مصر واسرائيل. وأكد ممثل مصر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن التصريحات التي أدلى بها مندوب اسرائيل تُظهر وقاحة تل أبيب حيال مسائل نزع الاسلحة النووية وخلوّ الشرق الاوسط من السلاح النووي. وانتقد السفير إيهاب فوزي، سفير مصر في النمسا ومندوبها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ادعاء المندوب الاسرائيلي أن مصر تتخذ الهجوم على اسرائيل غاية في حد ذاته، بهدف عزلها دوليا، مشدّدا على أن اسرائيل اختارت أن تكون الوحيدة في المنطقة، التي تتمتع بقدرات نووية غير خاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وترفض إخضاع منشآتها النووية لإشراف الوكالة كما أنها تعتبر أن الانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي مناف لمصالحها وبالتالي فإن اسرائيل هي التي اختارت أن تعزل نفسها داخل المجتمع الدولي.