«فوتوكوبي» واحد من الانتاجات الجديدة للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف الذي يديره الاستاذ لسعد بن عبد الله. «فوتوكوبي» واحد من 11 عملا للمركز... يسعى لامتلاك شرعية واحقية وجوده رغم «المنسيات» التي كادت تكون الشجرة التي تخفي الغابة! «فوتوكوبي» عمل فريد من نوعه ومدة عرضه... فريد لانه جاء «ككتالا» من الالوان المسرحية التي تعايشت في تناغم ضاعت في خضمّه تلك الألوان وتحوّل ذلك الثراء والتنوع الى ما يشبه اللون الواحد الذي لم يستطع التستّر على ذلك الثراء! «فوتوكوبي» عالم من الصخب والصمت والضحك والبكاء والألم... عالم أنثى وذكر ثالثهما واقع مؤلم وذكريات اشد ألما. هو... وهي لقاء وفضاء... مكان وزمان حاضر وماض وذكريات وألم... هي تحمل ثقل الماضي وتدفع من حاضرها فاتورة اخطاء لم ترتكبها بل كانت ضحيتها. وهو مقبل على الحياة... موقفُ حافلة او محطة احتضنتهما... المحطة ثابتة والمواقف كثيرة هادئة احيانا وملتهبة احيانا اخرى يُذكي السنة لهبها ذلك الماضي الذي يرفض ان يكون مجرد ذكرى انما هو قدر في صيغة الحاضر! المحطة ثابتة... ولا حافلة تمر... هو الجمود اذن في موقع يفترض الحركة... كل شيء قاتم حتى الانارة... كل شيء قاتم وفي غياب الموسيقى يصبح «النباح» بديلا...! تعدد «فوتوكوبي»... انثى وذكر «وجه وقفا» ومجموعة من المآسي اكتملت في آخر مشهد ولعل ابرز ما في هذا العمل هو ثراؤها من حيث تعدد الالوان المسرحية في تناغم تام وذلك «التقطيع» الذي كانت اضاءته شحيحة تنير في كل ومضة جانبا من جوانب هذه الشخصية او تلك. تتقاطر وفي كل مشهد اضافي توضع لبنة اخرى حتى كأننا ازاء عمل سينمائي. «فوتوكوبي» كل هذا وأيضا حرفية ممثلين ابن المركز معز حمزة ووفاء الطبوبي الطالبة بالسنة الرابعة بالمعهد العالي للفن المسرحي. وهذه الاخيرة مثّلت مفاجأة سارة لمن شاهد «فوتوكوبي» لقدرتها الفائقة على تجسيد اكثر المشاهد تعقيدا. 50 دقيقة مدة العرض لم تكن سوى مساحة من المهارة والتكثيف وتعاقب الالوان الفنية لدرجة اننا في بعض المشاهد وكأننا امام عمل ينتمي الى اللون الشعبي! ثم نكتشف ان هذه المساحة العابرة لم تكن سوى فسحة لتعانق بعض الالوان الاخرى.