اقترحت الحركة الشعبية لتحرير السودان اللجوء الى التحكيم الدولي لترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبه في حال تواصلت الخلافات بين الطرفين حول هذه المسألة خلال الأشهر المقبلة فيما سعى الأمين العام للجامعة العربية الى طمأنة الجنوب بأنه في حالة اختار ابناؤه الانفصال بأن الجامعة ستستمر في تقديم الدعم للمنطقة بينما اعتبرت الخرطوم أمس أن أي تدخل للجنوبيين في اقليم دارفور بعد الانفصال سيكون بمثابة اعلان حرب. وقال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم في لقاء صحفي عقده في الخرطوم ان «ترسيم الحدود لم يجر كما كنا نعتقد... لقد حددت اللجنة الخلافات بين الطرفين من دون ان تتمكن من التوصل الى اتفاق... وفي حال لم نتوصل الىاتفاق اثر هذه المفاوضات لابد من اللجوء الى التحكيم الدولي». ابعاد الجنود عن الحدود وتابع أموم قائلا ان «أي خلاف حول الحدود لن يجد حلا عبر دفع الجنود الى الأرض ومن الأفضل تحريك المحامين بدلا من تحريك السلاح». وعلى صعيد متصل انهى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس محادثاته مع قادة جنوب السودان والتي تركزت حول تطورات مسألة الاستفتاء. وكان موسى استبق زيارته الى الجنوب بلقاءات أجراها في الخرطوم مع كبار المسؤولين السودانيين وعلى رأسهم الرئيس البشير. وكان البشير هدد بسحب الوفد الحكومي المفاوض في الدوحة مع حركات التمرد في اقليم دارفور، اذا لم يتم التوصل الى اتفاقية سلام معها. ولفت الرئيس السوداني الانتباه الى استعداد حكومته للاستماع الى جميع مطالب الحركات المسلحة ومطالب أهالي دارفور. اعلان الحرب وفي الاتجاه ذاته حذر وزير الخارجية السوداني علي كرتي الحركة الشعبية من استضافتها لأي عناصر من الحركات المسلحة في دارفور، في حال انفصال الجنوب في الاستفتاء. واعتبر الوزير ان استضافة حكومة الجنوب السوداني لمسلحي دارفور اذا انفصل الجنوب عن الشمال ستكون بمثابة اعلان حرب على الشمال. وأوضح علي كرتي انه «اذا كان الاستفتاء سيقود الى الانفصال فلا مانع من انشاء علاقة جوار آمنة وسليمة». وألقى الوزير باللوم على أمريكا واسرائيل لوقوفهما وراء فصل الجنوب قائلا ان «حكومة بلادي أعطت حق تقرير المصير للجنوبيين حتى تكون الوحدة طوعية ومتاحة».