تم مؤخرا انتخاب الباحث التونسي، مراد الرماح، محافظ مدينة القيروان بالمعهد الوطني للتراث، رئيسا للجنة صيانة التراث الاسلامي بالمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو). ويعتبر مرشح تونس أول رئيس للجنة التراث الاسلامي التي أحدثت سنة 2010. وقد شارك الرمّاح رئيس اللجنة في الاجتماع الأوّل لهذه اللجنة الذي انعقد بمقر «الايسيسكو» بالرباط (المغرب) من 14 الى 16 سبتمبر 2010، وخصصت أشغاله لدراسة النظام الداخلي للجنة والوثيقة التوجيهية بشأن قضايا التراث ذات الأولوية في اطار مهام اللجنة. ولعل هذا الاختيار يؤكد الاعتراف بأهمية التراث التونسي ومن بينه تراث القيروان ورجالاتها ويرسخ دورها في الحضارة الاسلامية وبشخصياتها وعلمائها على مر العصور بما فيهم التاريخ المعاصر. ويأمل ان تساهم الخطة الجديدة التي تثري رصيد الرماح ومسؤولياته في صيانة التراث الاسلامي ومن بينه صيانة تراث مدينة القيروان وتعزز جهود جمعية صيانة المدينة التي ينتظرها عمل كبير وتنسيق بين الجهات المتدخلة وأهمها البلدية وديوان التطهير. ويذكر ان مراد الرماح حظي بتكريم الرئيس زين العابدين بن علي (الصنف الثاني الوطني للاستحقاق) بمناسبة اليوم الوطني للثقافة وحفل اختتام تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية بمدينة القيروان يوم 24 فيفري 2010. صيانة مدينة القيروان ويؤكد السيد الرماح أن مشروع صيانة مدينة بالقيروان المسجلة ضمن التراث العالمي هو من المشاريع الريادية في البلدان العربية والاسلامية وهو مثال يحتذى رغم قلة الامكانيات (40 الف دينار ميزانية الجمعية). وقد أولت الجمعية عناية ملفتة بالزوايا والمساكن العتيقة وادماجها في الحياة العامة وتم ترميم أغلبها داخل الأسوار وفي الأرباض. وقد تم تحويل معظم الزوايا الى مقرات لعدد من الجمعيات والادارات كمقام سيدي بن سلامة الذي أصبح مقرا لجمعية القاصرين عن الحركة العضوية وسيدي بن خود الذي أصبح مقرا للمندوبية الجهوية للثقافة والمدرسة الحسينية الذي أصبح دائرة بلدية والمدرسة العوانية التي تم ترميمها وستكون هي مقر جمعية صيانة المدينة التي كبرت مسؤولياتها والتي ينتظرها عمل كبير بحي سيدي عمر عبادة(مشروع التنمية المندمجة) وتهيئة المدينة العتيقة ومعلم الفسقية وعدد من التدخلات أمام تكرار تصدع جدران المنازل بالمدينة العتيقة. فهل سيوفق الرماح في مسؤولياته المتعددة بمفرده أم سيعين من يساعده من الكفاءات ليتمكن من تنفيذ مشروعات صيانة التراث. عسى يساعد في تنمية السياحة الثقافية بالقيروان التي تحتاج الى تدخل جميع الأطراف واستثمار الطاقات والمكامن الأثرية والطبيعية والبشرية والبنيوية.