لم يسلم تراث ولاية القيروان من الأذى اذ ارتكبت على جوانبه عديد التجاوزات والانتهاكات ليس جراء عمليات نهب القطع الاثرية والحفر العشوائي وسرقة مخطوطات فقط . وزارة الثقافة لا تبالي بصيحات المستغيثين من الغيورين على تراث القيروان وهو ينتهك على مرأى ومسمع المهتمين بالشأن الاثري في القيروان وما ارض القيروان على امتداد مساحتها، سوى عبارة عن مواقع اثرية اكتشف بعضها وتوارى بعضها تحت التراب في انتظار ان ينفض عنه الغبار. ولعل التحف الدفينة تحت الثرى أثمن مما تم إخراجه وقد سرق معظمه الا ما ثقل وزنه وقل ثمنه وهو عند الباحثين عظيم. أين وزارة الثقافة؟ وكان من المأمل ان يشمل مشروع حماية المتاحف والمواقع الاثرية الذي أطلقته وزارة الثقافة ما بعد الثورة وهي ترفع شعار «صيانة المواقع الأثرية وحمايتها من السرقة من أبرز المشاغل في هذه الآونة». وكان ينتظر ان يتم جرد المحفوظات في المتاحف والمخازن واسترجاع القطع التي تم نهبها وتحديد المسؤوليات، وصيانة متحف رقادة واتمام عمليات التهيئة والصيانة واتخاذ اجراءات مشددة لمنع تكرار السرقات... انتظر الجميع ان يتحقق هذا في ولاية القيروان وان يتم ذكرها في خطابات وزير الثقافة او مسؤولي المعهد الوطني للتراث كان صداقاتهم بمسؤولي التراث بولاية القيروان منعتهم ذلك او لعلهم لم يعلموا شيئا عما حدث لتراث هذه الجهة حتى لا نظن سوءا ان مسؤولي وزارة الثقافة ووزير الثقافة لا يعرفون القيروان وبالتالي يتواصل تهميشها. التراث جزء من الحل فسقية الاغالبة تواجه عديد الصعوبات والمشاكل الاثرية والبيئية، المدينة العتيقة مهددة بالانهيار ان لم يتم إنقاذها من بطش قنوات التطهير الممتدة اسفل الارض. وارباض مدينة القيروان أكلها البناء العصري وفشل مشروع ما يعرف بسيدي عمر عبادة الذي تشرف عليه الجمعية الايطالية وانفقت فيها مليوني دينار. ومتحف رقادة في مهب الريح وموقع صبرة الاثري التهمه البناء الفوضوي ولم يحرك احد ساكنا. وحدث ولا حرج عن المواقع الاثرية في المناطق الريفية وهي تمثل نسبة هامة من الموروث الحضاري الاسلامي والروماني والبربري. فمتى تحرك وزارة الثقافة سواكنها وتهتم بتراث القيروان ومتى تخرج ادراة وحدات التدخل ومنزل الوالي من هذه المنطقة الأثرية حتى لا تكون حكرا على السلطة دون ان تحميها. ثم متى ستهتم وزارة الثقافة بأمر الحفريات الجديدة والمواقع المستكشفة، واخيرا سيدي الوزير اليس في تونس ما هو جدير بالاهتمام بعد منطقة قرطاج الاثرية...ولنا في المعلم المائي المكتشف الذي تواجه دراسته صعوبات مالية غير دليل عن غياب وزارة الثقافة عن الساحة رغم الحضور في الندوات.