توصّلت طهرانوواشنطن مؤخرا الى تسوية سياسية في العراق تقضي بتولّي نوري المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثانية مقابل تأمين إيران للقوات الأمريكية انسحابا هادئا دون وقوع خسائر مادية أو بشرية. وقال بيتر هارلينغ المحلل في مجموعة الازمات الدولية لصحيفة «فايننشال تايمز» في عددها الصادر أمس إن استمرارية المالكي في رئاسة الوزراء يخدم الطرف الامريكي والايراني على حد السواء، مشيرا الى أن واشنطن ستدعم ولايته الثانية كمقدمة لتجنب إحداث إيران اضطرابات سياسية وطائفية في البلاد. واعتبر أن أولوية إيران تتمثل في الحفاظ على التحالف الشيعي بالعراق الذي تسلم السلطة بدعم منها عام 2005، لأن خسارة المالكي لمنصب رئاسة الوزراء قد يؤدي الى تفتت التكتّل الشيعي أولا والى انحسار النفوذ الايراني في العراق ثانيا. ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي في بغداد قوله: إن المالكي هو الشيعي الوحيد الصارم بين السياسيين العراقيين، حسب زعمه، مضيفا أن واشنطن ستدعمه نظرا لأن العراق بحاجة ماسة الى رجل قوي يضمن الأمن، على حد رأيه. ولم يستبعد الديبلوماسي استعمال المالكي للتأييد الأمريكي له كورقة رابحة في وجه معارضيه. وأوضح أن توافق طهرانوواشنطن على المالكي كرئيس وزراء العراق يعدّ توافقا نادرا جدا. في هذه الاثناء اعتبر المسؤول العسكري الامريكي في العراق رالف بيكر أن طهران تقف وراء تدريب وتجهيز الميليشيات الشيعية التي تقوم بتنفيذ العديد من الهجمات والتفجيرات التي يشهدها العراق يوميا. واتهم بيكر إيران باستخدام أدوات وآليات الجيش العراقي من صواريخ وقذائف «هاون» في هذه العمليات، مشيرا الى وجود هدف سياسي إيراني من وراء هذه التفجيرات، دون أن يحدّد طبيعته ومن جانبه، عزا المتحدث باسم الجيش الامريكي جيفري بوكانان الهجمات الحاصلة مؤخرا والتي استهدفت المنطقة الخضراء الى بعض العناصر في إيران وإن لم تكن حكومية. وحذر بوكانان من قدرتها على العبث بالاوضاع وزيادة التوتر السياسي والطائفي، وفق قوله.