هل من الإنصاف أن نقصي أناسا قدموا من الاعمال الكثير متعللين بأنهم لم يتحصلوا على شهائد علمية؟ هل من الانصاف أن نختلس من هؤلاء اكتشافاتهم وإضافاتهم الميدانية ونسندها الى بعض أصحاب الشهائد وإن كانوا لا يفقهون شيئا؟ ومن المستفيد من ذلك كله؟ أهم بعض الاشخاص أم النفع عائد على بلادنا؟ لاسيما وقد انتحت دولتنا منذ بداية هذه الالفية منهج مجتمع الذكاء وإجلال العاملين في ميدان العلم ولنا من الامثلة عن توصيات أعلى هرم في السلطة ما لا يحصى من حيث ضرورة الاحاطة وتيسير الآليات والظروف دفعا لعجلة برنامج رفع التحديات. ونسوق في ذلك مثالا لأحد هؤلاء الذين ظلموا ولم يأخذ فرصته كاملة وهو الرجل الذي قدم بخبرته الكثير للطلبة والتلاميذ في ميدان الفلاحة، بل وللفلاحة التونسية رغم عدم حيازته لشهائد علمية، ولكنه بخبرته وشغفه بعلم النباتات، ونذكر من سجله الحافل إضافة الى تقديمه يد المساعدة الى الطلبة في أطروحاتهم والتلاميذ في بحوثهم: المساهمة في بحث علمي مشترك بين تونس والولايات المتحدةالامريكية، وله في ذلك شهادة شكر من وزارة الزراعة الامريكية. المساهمة في بحث علمي مشترك بين تونس وألمانيا، وله في ذلك شهادة شكر من كلية ألمانية. تصحيح الخطأ والتحريف الذي ورد في تسمية ورد أريانة وذلك في مقال صدر بصحيفة «الشروق» بتاريخ 26 أوت 2009 تحت عنوان «الخطأ والصواب في تسمية ورد أريانة». اكتشاف القمح الالماني «Triticale Allemand» الذي لم يكن مسجلا ولا مدرجا بسجلاتنا وبنك الجينات ببلادنا، والذي سرق منه وأسند الى آخرين. تنصيصه على تركيبة علفية تساهم في ترفيع إنتاج الحليب لدى الابقار. التحذير من نبتة ضارة بالقمح والتي لو دخلت حقولنا لفتكت بالمحصول فتكا ذريعا قد لا يمكن تلافيه إلا بعد مدة من العناء والبحوث والتجارب، وقد كان صرح بهذه المعلومة الهامة لأحد الاطارات البارزة بوزارة الفلاحة، فقام هذا الاطار بالتحذير من هذه النبتة بصفة رسمية غير أنه لم يأت على ذكر صاحب البحث، متبنيا الامر لخاصة نفسه ومستأثرا بالاكتشاف. تصحيح الطابع البريدي التونسي الذي جاب العالم لفترة من الزمن وبه خطأ، حيث كتب به: «Acacia cyanophilla» والصواب الذي تفطن اليه هذا الرجل ونبه اليه هو «Acacia cyanophylla»، وتجدر الملاحظة أن الطابع البريدي هو احدى واجهات الوطن وأداة للتعريف به وبمخزوته. اقتراح وضع صورة نبتة الفلّ على طابع بريدي واسمه بالفرنسية «Sambac»، وهذه التسمية يجهلها الكثيرون إن لم تكن الاغلبية لأن علماء النبات الفرنسيون لما لم يجدوا اسما لهاته النبتة أسندوها اسمها العلمي. ولايزال لدى هذا الرجل المختص في علم النباتات والذي كرس حياته في البحث وبذل فيه من ماله الخاص ومن وقته ما لا يتسع المجال لتعداده... هذا الرجل هو منير القصري الذي لطالما أنكر ذاته ومازال يحتفظ بأسرار وإضافات أخرى ويعلم عن النباتات أشياء لم تظهر بعد وهي غير مسجلة ببلادنا، وهو يعلم عن تموقعها بالشمال والوسط الشيء الكثير... تلك مجرد إشارات حول أعمال هذا الرجل لأن المجال لا يتيح التعرض لكل الموضوعات التي هي موثقة لديه على ذمة طالب العلم من أجل العلم.