انسحب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وأنصاره أمس من ضريح الإمام علي (رضي الله عنه) وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني... وقد رفض أنصار الصدر في المقابل طلب الحكومة العراقية المؤقتة المتمثل في تسليم أسلحتهم الى السلطات الأمنية العراقية. وكان قد تم الليلة قبل الماضية التوصل الى اتفاق بين السيستاني والصدر بهدف وقف المعارك التي تشهدها المدينة منذ نحو ثلاثة اسابيع والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى... وتنص مبادرة السيستاني الذي عاد الى النجف الخميس الماضي من لندن على اخلاء السلاح من مدينتي النجف والكوفة ورحيل كل العناصر المسلحة منهما. كما تنص كذلك على تولي الشرطة العراقية مسؤولية الأمن وحفظ النظام في المدينتين ورحيل القوات الأمريكية منهما. اخلاء... الصحن الحيدري وغداة هذا الاتفاق دعا الزعيم الشعي الشاب مقتدى الصدر صباح أمس أنصاره الى القاء السلاح والانضمام الى مؤيدي السيستاني الذين دخلوا الصحن الحيدري فجر أمس. ورحب أنصار الصدر بأتباع السيستاني وسمحوا لهم بالدخول إلى الصحن الحيدري الذي كانوا يتحصنون بداخله وقد شوهدت الحشود من العراقيين وهي تقبل الباب الخارجي لمرقد الإمام علي مرددين هتافات دينية. وقال نداء وجه بمكبرات الصوت داخل الصحن الحيدري «إن السيد مقتدى الصدر يدعوكم الى مغادرة ضريح الامام علي مع المتظاهرين في تمام الساعة العاشرة (بتوقيت العراق)». وأعلن الشيخ حسن الحسيني أحد أعضاء وفد مكتب السيستاني إن الصدر سلم أمس رسميا الى المرجعية الشيعية في النجف ضريح الامام علي وأضاف أن الشيخ أحمد الشيباني وحامد الخفاف وقعا على ورقة تسليم الضريح الى المرجعية. وقد غادر إثر ذلك جميع أعضاء وفد السيستاني وأنصار الصدر الضريح بعد اغلاق أبوابه وتسليم مفاتيحه الى حامد الحقاف أحد مساعدي المرجع الشيعي الأعلى في العراق. وقالت مصادر صحفية في هذا الصدد إن أنصار الصدر انسحبوا أمس من الضريح وأنهوا عملية نقل أسلحتهم الثقيلة الموزعة بعدة أماكن في المدينة القديمة الى مخابىء غير معلومة فيما «اختفت» القوات الأمريكية من جانبها من المنطقة التي شهدت مظاهرات مؤيدة للاتفاق. وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الصدر والسيستاني فإن الشرطة العراقية هي التي باتت مسؤولة الآن عن الأمن في المدينة التي ستصبح بموجب الاتفاق خالية من المظاهر المسلحة. رفض... وتأكيد لكن أنصار الصدر أكدوا في هذا الاطار أمس رفضهم لتسليم أسلحتهم الى السلطات العراقية على اعتبار أن هذا الأمر لم يشر اليه الاتفاق الذي تم التوصل اليه في هذا الصدد. وقال الشيخ أحمد الشيباني المتحدث الرسمي باسم الصدر إن المقاتلين سيخفون أسلحتهم ولكنهم لن يسلموها الى الشرطة أو الجيش العراقي كما تطالب بذلك الحكومة العراقية المعينة. وكان صباح الخادم المتحدث باسم وزارة الداخلية قد شدد الليلة قبل الماضية اثر الاتفاق الذي تم التوصل اليه على ضرورة تسليم الأسلحة الى السلطات العراقية التي وافقت على مبادرة السيستاني وقال وزير الداخلية العراقي المؤقت قاسم داود في هذا الصدد إن حكومته وافقت أيضا على انشاء لجنة لاعادة اعمار النجف. وفي سياق متصل أفرجت السلطات العراقية أمس عن الشيخ علي سميسم أحد كبار مساعدي الصدر وذلك بعد 24 ساعة من اعتقاله في النجف. وعبر سميسم بعد الافراج عنه عن ارتياحه للاتفاق الذي تم التوصل اليه لانهاء المعارك في المدينة.