بالتوازي مع إعلانه في كل من باريس ولندن وروما وهلسنكي وبيروت وبانكوك تمّ صباح أمس بالعاصمة تونس إعلان نتائج ما جاء في التقرير السنوي لمنظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد» لعام 2010. هذه النتائج تمّ الكشف عنها من قبل السيد منجي حمدي مدير العلوم والتكنولوجيا في المنظمة لدى إشرافه على ندوة صحفية أمس مرفوقا بالسيد محمد ناصر عمار وزير تكنولوجيات الاتصال. وقال السيد منجي حمدي إن اختيار تونس ضمن قائمة العواصم التي تمّ الكشف فيها عن التقرير السنوي للمنظمة جاء بناء على السمعة الطيبة التي تحظى بها تونس في ما يتعلق بالتقدم التكنولوجي مقارنة مع بقية الدول النامية.. وكذلك بناء على سعي تونس الى الاهتمام بالتكنولوجيا وربط ذلك بالتنمية إذ أنها أول من اقترح عقد قمة عالمية حول تكنولوجيات المعلومات عام 1998 والتي استضافت هذه القمة عام 2005 (قمة مجتمع المعلومات) إعلام الفقراء جاء في هذا التقرير الذي جرى إعداده تحت شعار «تكنولوجيات المعلومات والاتصالات ومؤسسات الأعمال والحد من الفقر» أن الفقراء لا يحصلون في كثير من الاحيان على المعلومات الحيوية في مجال الأعمال التي يؤدونها.. وقد تشمل تلك المعلومات الفرص الجديدة لكسب الدخل والأسعار الحالية في الأسواق وغيرها. وقد سمح استخدام تكنولوجيات الاتصال خاصة منها الهاتف الجوال للمزارعين وصيادي الأسماك وأصحاب مؤسسات الأعمال بتحسين سبل كسبهم للعيش حسب ما جاء في التقرير. وحثّ التقرير الحكومات وغيرها من صناع القرارات في الدول النامية على الاستفادة من هذه الفرص الجديدة التي منحتها إياهم تكنولوجيات الاتصال لمكافحة الفقر.. من ذلك دعم اعتماد استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى الأنشطة الاقتصادية الأدنى وإدخال تكنولوجيات أقل تعقيدا لا سيما في المناطق الريفية وعقلنة تكلفة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما أشار التقرير الى أن التكنولوجيات الجديدة تمثل حلولا للتنمية قصد اخراج حوالي 1.4 مليار شخص من خندق الفقر.. خاصة أن دخل هؤلاء يقل عن 1.25 دولار أي 1.7 دينار يوميا. 11 مليون مشترك يختلف الوضع في تونس حسب قول السيد منجي حمدي إذ لا تتجاوز نسبة من يقل دخلهم عن 1700 مي يوميا 1٪. كما تشهد تونس تطورا في استخدام الأنترنات إذ يبلغ عدد مستخدمي شبكة النات واحدا على كل ثلاثة أفراد في تونس كما يبلغ عدد مستخدمي الأنترنات ذات سعة التدفق العالية (36.7 جيغا بيت في الثانية) أربعة مستخدمين عن كل ألف تونسي.. ويقدر العدد الجملي لهؤلاء حاليا ب500 ألف مشترك في الأنترنات ذات التدفق العالي حسب قول السيد وزير تكنولوجيات الاتصال ومن المنتظر أن يبلغ عددهم موفى 2010: 600 ألف مشترك. كما يفوق حجم الصادرات التونسية ذات المحتوى التكنولوجي نسبة 4٪ من مجموع صادراتها مما سمح بتصنيف تونس كرائد إقليمي في صادرات المواد ذات المحتوى التكنولوجي حسب توضيحات السيد حمدي. ومن جهته قال وزير تكنولوجيات الاتصال ان الكثافة الهاتفية في تونس بلغت موفى جويلية الماضي 116٪ وهي التي لم تتجاوز 15٪ عام 2001. وتضم شبكة الهاتف الجوال في تونس 11 مليون مشترك في المزودين الثلاثة وذلك بعد أن كان عدد المنخرطين في حدود 375 ألفا عام 2001، وتعد هذه الأرقام من أعلى النسب المسجلة على المستوى الاقليمي والدولي. وأكد الوزير أن البنية الأساسية متوفرة في تونس ومتطورة مقارنة بالمحتوى إذ «أننا نحتاج الى تطوير صناعة المحتوى لأنه ليس علينا البقاء مستهلكين فحسب».