تونس 14 أكتوبر 2010 (وات) - يتيح قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصالات فرصا جديدة وهامة لاحداث مشاريع صغيرة جديدة تساهم في تحسين دخل الفقراء، ذلك ما أبرزه تقرير اقتصاد المعلومات لسنة 2010 الذي تم تقديمه، يوم الخميس بتونس، وجاء تحت عنوان "تكنولوجيات المعلومات والاتصالات ومؤسسات الاعمال والحد من الفقر". وخلص التقرير، الذي يعده سنويا مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية ويقدم بالتوازي في عدد من عواصم العالم، على غرار لندن وباريس وبانكوغ وبيروت، الى ان هذه التكنولوجيات من شانها ان تقدم مساهمة جديدة لتحسين الدخل للاشخاص الذين يعيشون في البلدان الاقل نموا في العالم. ويتضمن التقرير تحليلا للمساهمة الممكنة لتكنولوجيات المعلومات ولنشاط قطاع الخدمات القائمة على استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الحد من الفقر . وابرزت الوثيقة تزايد انتشار استخدام الهواتف الجوالة في اقل بلدان العالم نموا ليتحول من 2 الى 25 اشتراكا لكل 100 ساكن مشيرة الى ما تتيحه هذه التكنولوجيا من خدمات متنوعة وذات كلفة معقولة نسبيا لفقراء هذه البلدان /الدفع عن بعد وخدمات الرسائل والحصول على المعلومة بشكل فوري الى غير ذلك../ . وابرز التقرير ان هذه التكنولوجيات مكنت في احيان كثيرة من الارتقاء بالنشاط الاقتصادي والترفيع من دخل هذه الفئة من السكان. واشار الى ان انتشار هذه التكنولوجيا لم يواكبها تطور استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الاخرى على غرار الهاتف القار والانترنات والشبكات ذات التدفق العالي مبينا ان الفرص التي يتيحها قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال موزعة بشكل غير متكافئ ولا تتوفر فيها دائما مقومات الاستدامة. وحث التقرير في هذا الصدد، واضعي السياسات في البلدان النامية وحكومات الدول الفقيرة على استغلال الفرص الجديدة التي توفرها تكنولوجيات المعلومات والاتصالات ودعم استغلالها في المؤسسات الاقتصادية الصغرى لا سيما منها الموجودة بالمناطق الريفية وتوسيع نطاق شبكات الهاتف الجوال والضغط على كلفة استعمال الانترنات وملاءمة خدمات الهواتف الجوالة مع الفئات الاكثر فقرا. واكد السيد المنجي حمدي، ممثل مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية بالمناسبة ان اختيار تونس لتقديم التقرير للسنة الثانية على التوالي يعود الى تميز المقاربة التنموية التي ارستها البلاد على مستوى تطوير تكنولوجيات المعلومات والاتصال. واشار الى ان تقرير المؤتمر لسنة 2010 بشان اقتصاد المعلومات لا يتطرق الى تونس، باعتبار ان الفقر يشكل المحور الاساسي للتقرير وان 1 بالمائة فقط من التونسيين يعيشون باقل من 25ر1 دولار في اليوم سنة 2005. وبين السيد محمد الناصر عمار، وزير تكنولوجيات الاتصال ان المقاربة التي اعتمدتها تونس في القطاع مكنتها من الرفع من مختلف المؤشرات بما جعل تقرير دافوس الاقتصادي لسنة 2009-2010 يصنف تونس في المرتبة الاولى على الصعيد الافريقي و39 عالميا. واستعرض الوزير في هذا السياق خصائص المقاربة التونسية في قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال والتي تسعى خاصة الى تطوير النفاذ الى خدمات الاتصال والضغط على التعريفات وتحسين الجودة. وقد ارتفعت في هذا الاطار سعة ربط البلاد بالشبكة العالمية للانترنات الى 5ر37 جيغابيت في الثانية فيما تسعى تونس الى بلوغ 600 الف مشترك بالانترنات ذات السعة العالية اواخر سنة 2010 ومليون و400 الف مشترك في موفى 2014 . وبين الوزير ان هذه المقاربة اعتمدت ايضا على النهوض بالتطبيقات والخدمات الرقمية لاستيعاب تحديات المرحلة الحالية وكسب الرهانات التي تطرحها الثورة الرقمية على مستوى التنمية. وتم على سبيل المثال تطوير عديد التطبيقات الاعلامية الخاصة بالقطاع الصحي وتوفير عديد الخدمات الالكترونية باستعمال وسائل الاتصال الحديثة واطلاق خدمات رقمية جديدة /مايل بوست وموبي دينار../ فضلا عن انجاز خدمات رقمية على الخط في عدة مجالات. كما تستند المقاربة الى تشجيع بعث المؤسسات ودعم قطاع الاعمال من خلال اقامة مناطق تكنولوجية وتعزيز شبكة المراكز الجهوية للعمل عن بعد ووضع الية للتشجيع على الابتكار والتجديد في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال الى جانب تفعيل اليات التعاون لانجاز مشاريع مهيكلة للبحث والتطوير والتجديد في المجال.