قال السيد رضا المثناني مدير ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن تسابق وسائل الاعلام الغربية وبعض المؤسسات الصحفية خلال السنوات الاخيرة في صنع مضامين اعلامية مثيرة تستهدف الاساءة الى الحضارة الاسلامية ورموزها الدينية انطوت على محاولات خفية للنيل من الحوار والتعايش الذي يسود بين الديانات والحضارات بأحد نزل العاصمة. وأضاف السيد المثناني خلال القائه امس بأحد نزل العاصمة كلمة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في افتتاح أشغال الاجتماع الاقليمي لمناقشة مشروع تدريس مادة تغيير الصورة النمطية عن الاسلام في معاهد وكليات الاعلام في العالم العربي ان تلك المحاولات الرخيصة لا تعكس رأي الغرب عموما تجاه الاسلام ونبيه محمد ے. سلاح مدمّر وواصل قائلا إن الصورة النمطية عن الحضارات او الثقافات او حتى الديانات السماوية ورموزها قد تتحول في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، اذا أسيئ استخدامها، الى سلاح مدمّر ويمكن أن تتحوّل هذه الصورة الى «سلطة معنوية» تمارس النفوذ النفسي على المتلقّي سواء كان قارئا او مستمعا. وأضاف انه يجب ان لا ننسى المؤتمرات والندوات واللقاءات التي جمعت بين العلماء المسلمين والمجلس البابوي للحوار بين الأديان وحول التعايش بين الأديان التي احتضنتها عواصم أوروبية. لكن بعض وسائل الاعلام الغربية مثلما أشار الى ذلك السيد المثناني «تنحو منحى آخر يرمي الى زعزعة التعايش والحوار بين الأديان من خلال ترويج مضامين اعلامية تسيئ للاسلام إساءة رخيصة لا هدف لها الا إيهام قرائها بوجود صراع بين ثقافتين يُراد لهما ان تكونا متناقضتين «ثقافة الشرق» و«ثقافة الغرب». إعلام رصين وذكّر السيد المثناني بالدور الذي ينبغي أن يلعبه الإعلام العربي والاسلامي، فهو بحسب قوله «لا يتسلّح بما ينبغي ان يتسلّح به من عناصر محاججة وأدوات اقناع ووسائل عمل وتقنيات متطورة ليُصحح الصورة النمطية المشوّهة التي تُروّج عن الاسلام». وحثّ في خاتمة كلمة الوزير الاعلام العربي على بذل المزيد من الجهد لصناعة مضامين اعلامية رصينة لنشر صورة حقيقية عن الاسلام تكرّس قيم التآلف والوئام والتسامح. صورة سلبية من جهته طرح السيد المحجوب بنسعيد خبير الاتصال في المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) وممثل الأمين العام للمنظمة في الاجتماع الاقليمي مسألة توظيف وسائل الاعلام الغربية لأرقى تكنولوجيا المعلومات والاتصال لجعل الصور النمطية السلبية عن الاسلام والمسلمين أكثر شيوعا وذيوعا. وسلط الخبير بنسعيد الضوء على الطبيعة التجارية البحتة لمختلف وسائل الاعلام الغربية واهتمامها الرئيسي في الحصول على سبق صحفي وربح مادي مما يجعلها تتسابق الى صنع مضامين اعلامية مثيرة وصور نمطية مشوّهة عن الاسلام والمسلمين. أوصاف بذيئة وواصل الخبير بنسعيد قائلا ان الصور النمطية التي يتم ترويجها عن المسلمين تصفهم بأوصاف بذيئة ونعوت مشينة تعزّز الصور النمطية التي رسّختها الانتاجات السينمائية وروّجتها الكتب المدرسية مما أدى الى بروز ظاهرة الاسلاموفوبيا. ولمواجهة هذه الظاهرة سيتم تدريب طلبة معاهد ومؤسسات التكوين الاعلامي في العالم العربي على تقنيات تغيير الصور النمطية عن الاسلام في وسائل الاعلام ومواجهة حملات التشويه الاعلامي للاسلام والحضارة الاسلامية. ولأجل هذا الهدف قامت الإيسيسكو وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية بتكليف خبير دولي بإعداد مشروع منهاج دراسي حول تغيير الصور النمطية عن الاسلام في وسائل الاعلام. ويأتي الاجتماع الاقليمي الذي يتواصل الى يوم غد الاربعاء لبحث سبل تطوير المشروع وتحديد متطلبات تنفيذه على أرض الواقع. ويشارك فيه نخبة من الأساتذة الباحثين في قضايا الاعلام والمسؤولين المكلّفين بوضع البرامج الدراسية والتدريبية للاعلاميين في مؤسسات ومعاهد وكليات الاعلام في العالم العربي وتُنظمه منظّمة الإيسيسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلوم والثقافة ومعهد الصحافة وعلوم الاخبار.