شلت الاضرابات والحركات الاحتجاجية النقابية واليسارية الفرنسية أمس حركة النقل البري والجوي في البلاد وعطلت توزيع الوقود والنفط كما جدت صدامات بين رجال الشرطة والمتظاهرين الذين احتشدوا أمس بمئات الآلاف تنديدا بمشروع اصلاح نظام التقاعد. وتوقعت مصادر فرنسية متطابقة ارجاء عملية التصويت على المشروع الى مساء الخميس عوضا عن اليوم الاربعاء. شلل تام وتسببت حالة التعبئة العامة في إلغاء نصف الرحلات في مطار «أورلي» و30% من الرحلات في مطار «رواسي شارل ديغول» في باريس. كما تأثرت الرحلات الجوية بصفة ملحوظة في عدد من مطارات المدن الرئيسية الفرنسية. وتجددت المواجهات بين الشبان وعناصر الشرطة في ضاحية «نانتير» غرب العاصمة الفرنسية وأحرق المعتصمون سيارات فيما استخدمت الشرطة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وأوقفت الشرطة 300 طالب من طلبة المدارس الثانوية بتهم الشغب والتخريب وعطلت الاضرابات سير النقل الحدودي حيث سارت 6 قطارات فائقة السرعة فحسب من أصل 10. كما تم ايداع اخطارات بالاضراب في قطاعات البريد والاتصالات والتربية والاعلام السمعي البصري العام. وبهذه الاضرابات تدخل التعبئة الشعبية العامة يومها السادس على التوالي وهو ما وصفه خبراء سياسيون محليون بأنه أشبه ب«معركة كرامة» بين النقابات والحكومة حيث يرفض كل طرف مجرد التنازل ولو الجزئي للآخر. وقالت النقابات ان عدد المتظاهرين بلغ ثلاثة ملايين و500 ألف شخص. وتتركز المعركة خاصة على قطاع الطاقة الاستراتيجي، فقد دخلت مصافي فرنسا ال12 منذ أسبوع في اضراب كما أن أكثر من 2500 محطة تزويد بالوقود من أصل 12500 في البلاد بدأت تعاني منذ الليلة قبل الماضية من نفاد الوقود. وأكدت جهات محلية أن فرنسا شهدت أمس تحرك أكثر من 260 مظاهرة واصفة التحرك ب«غير المسبوق». لا للخضوع للنقابات في المقابل أكد نيكولا ساركوزي أن حكومته ستتخذ مجموعة من الاجراءات تجاه العمال المضربين لليوم السادس على التوالي للاحتجاج على خطط رفع سن التقاعد من 60 الى 62 عاما وسبق ان شدد الرئيس الفرنسي على أن اصلاح نظام التقاعد أمر ضروري وان فرنسا ستطبقه. وأضاف أن فرنسا ملتزمة بهذا المشروع، وستطبقه مثلما فعلت ألمانيا. وأشار الى أنه من الطبيعي تماما ان يثير هذا الأمر المخاوف والاعتراضات.