قدّم نصر الدين السهيلي مساء أوّل أمس في فضاء الفتح الثقافي بباب سويقة العرض الاول لشريطه الجديد متوسّط الطول «شاق واق فيلم حلال» بحضور عدد من الممثلين ومحبي السينما من الشباب خاصة. حكاية الشريط بسيطة لكنها عميقة في كشفها عن مخاطر العنف والتجارة باسم الدين وطمس روح الاسلام المتسامحة والثقافة التنويرية التي يحاربها الجهلة المستترين بالدين. في قرية صغيرة في سفح جبل، يموت الامام فتقرّر الجهات المسؤولة البحث عن إمام للمسجد ممّن تتوفّر فيه الشروط الضرورية اللازمة لتولي هذا المنصب الروحي المهم في حياة القرية. ينتشر الخبر في القرية فيتسابق المنحرفون واللصوص والمجرمون وخريجو السجون على المشاركة في الاختبار في مشهد كاريكتوري ساخر يكشف عن عقلية انتهازية مسكونة بالطمع حتى في الثواب الديني. فشريط نصر الدين السهيلي يكشف عن الثقافة الغريبة التي تبثّها الفضائيات العربية وعن الافتاء على قارعة الطريق الذي يمارسه الجهلة بالدين وبقيم الاسلام وبتعاليمه السمحة وهو ما فتح الباب لتنامي التصوّرات الغريبة المستمدّة من عصور الانحطاط التي عاشها العالم العربي على إثر سقوط بغداد تحت حكم المغول وذبول حركة التنوير والترجمة والانفتاح على الثقافة العالمية. الشريط موجع وجريء وفيه خطاب واضح في دفاعه عن التنوير كقيمة أساسية لتنمية مشروع التحديث والتنمية وفضح لثقافة الجراد الاسود الذي يستهدف اجمل وأنبل أفكار التنوير والحداثة من خلال اغتيال الاختلاف ومصادرة التفكير. وقد نجح السهيلي في أن يجمع نجوم التلفزة الذين عملوا معه مجانا إيمانا منهم بمشروعه مثل لمين النهدي وتوفيق الغربي وعاطف بن حسين والصادق حلواس والمسرحي منير العجيلي والوجه الجديد ألفة البوغانمي التي تشارك لأول مرّة في عمل سينمائي