عندما عادوا من مصر واستقبلهم عوضا عن الشرطة تجار الاثارة بالصوت والصورة وكأنهم أبطال كانوا محجوزين لدى قراصنة القرن الافريقي. وهم كمشة مارقين أساؤوا لقيم التآخي والضيافة والرياضة. وقبل ذلك أساؤوا لسمعة تونس. تونس التآخي والضيافة والأخلاق الراقية. كان علينا أن نكتري من يسمعنا ونحن نند ونستنكر ما جرى في «ستاد» القاهرة من الطرفين. وقلنا نحن شعب نراهن على تصدير ما أنتجناه من نعمة. وإذا بتلك الثلة النادرة المارقة أقدمت على تصدير الشغب. وإلى أين؟ إلى بلد شقيق نعزه ونحبه ونقدره ونحترمه. تألمنا وتأففنا وتحدثنا وكأن الواقع يفاجئنا بالقول: «تنسى ما تتحدث» إذ ما جرى مساء السبت في درة المتوسط. في تلك الدرة الثمينة التي كانت تزين تاج تونس ضمن عقد دررها الغالية جدا. عنف ثم عنف. ثم عنف من هناك مر الغزو المغولي على ما بنينا وجهزنا بعرق الجبين ومن عرق الجبين. كل ما رأيناه على شاشة التلفزة من حطام تحطمت معه قلوبنا ونفوسنا وآمالنا. من يوقف العنف بالملاعب؟ هل نكتفي بما قاله رازي القنزوعي في الأحد الرياضي «ربّي يهدي»؟ أي ما معناه «خليها على اللّه» بصريح اللفظ والمعنى والعبارة. أخشى ما أخشاه أن يكون «الريزو» مازال «طايح» في اتصالات ملاعب كرة القدم عندنا وبالتالي لا جواب سوى «يتعذر الاتصال بمخاطبكم في الوقت الراهن. الرجاء إعادة الاتصال به في وقت لاحق» أي بلغة إدارية صميمة «أرجع غدوة». فمن يرجع معي غدا حتى نسمع صوتنا لمن به صمم؟؟؟