أصدرت ما تسمى بالمحكمة الجنائية العليا ببغداد أحكاما بالاعدام «شنقا حتى الموت» على خمسة من قيادات نظام الرئيس الشهيد صدام حسين وتأتي هذه الخطوة متزامنة مع ما كشف عنه موقع «ويكيليس» من وثائق حول الجرائم التي ارتكبها الأمريكان والبريطانيون وعملاؤهم من العراقيين بحق الشعب العراقي. وللقارئ أن يسأل هنا ما علاقة هذا بذاك؟ هنا يمكن أن نقول انه وفي الوقت الذي توقعنا فيه أن يتم فتح تحقيقات في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية والأراضي المحتلة العراقية. اضافة الى تجند المنظمات العربية والدولية لمحاسبة من اقترفوا جرائم تراوحت بين الابادة الجماعية وجرائم حرب بحق المدنيين العراقيين طوال سنوات الغزو والاحتلال الا أن زبانية الاحتلال أعلنوا أمس عن مواصلة المحرقة التي أشعلوها في العراق. بالأمس فقط أعلن الساسة العراقيون أنهم قد تبنوا نهائيا سياسة الاحتلال الصهيوني وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليطبقوها في العراق ومهما كشفت وساءل الاعلام عن حقيقتهم يظل الخفي منها أبشع بكثير. بالأمس فقط تلقى أهالي مدينة كركوك من زبانية الغزاة رزمة جديدة من منشورات ارهابية تطالبهم بمغادرة بيوتهم بلا رجعة أو مواجهة المناقيب الكهربائية والعديد من أشكال التعذيب الأخرى التي كشف «ويكيليكس» عن بعضها. ربما لا تعد هذه الجرائم جديدة على المواطن العربي بل أصبح يتحاشى ذكرها أمامه لكن الملفت للانتباه هنا هو الصمت الدولي الرهيب الذي يحاول هضم كل ما يظهر الى الرأي العام عن تلك المجازر ليعود التركيز الدولي لينصب على مسائل أكثر أهمية بالنسبة له وهي السلاح النووي الايراني وأمن اسرائيل وكيفية اجبار الفلسطينيين على العودة الى المفاوضات المباشرة واذا ما تذكرنا العراق فسيتم التطرق فقط الى مسألة تعطل تشكيل الحكومة التي ستشرف على عمليات التعذيب والقتل والابادة مستقبلا وستحاول ابقاء ما تبقى من ورقة التوت التي تستر الأمريكان والبريطانيين والخذلان أو التخاذل العربي. اذن ومن هذه المنطلقات سننسى غدا أو بعد غد على الأكثر وثائق «ويكيليكس» ومن أعدموا بقرار الغزاة وعملائهم، وبدل أن نطالب بمحاسبة مجرمي الحرب مثل بوش الصغير وبلير والمالكي وغيرهم سنتحدث عن أجواء القمة العربية القادمة التي من المقرر انعقادها في بغداد المحتلة في مارس المقبل لأن فضح المجازر لا يوقفها وانما يعطي وسائل ايقافها اذا وجد من يريد ذلك. وبالمناسبة يمكن أن نتوقع أن يتم اعدام طارق عزيز ورفاقه صباح عيد الاضحى القادم.