اقتحم جون ميشال أولاس رئيس أولمبيك ليون قاعة الندوات الصحفية دون سابق انذار مستحوذا على مقاعد المدرب واللاعبين.. لم يأت الرجل لتحليل لقاء فريقه بل جاء للهجوم على جريدة «ليكيب» التي استعرضت بالتفصيل خلفيات الحالة المزرية لفريقه في البطولة الفرنسية ولم ينس أولاس بعدما أنهى من طرف واحد (مثل أمريكا) حديثه، بالالتفات الى الصحفي الذي كتب صفحة كاملة عن مهازل الأولمبيك ليخاطبه قائلا: «أيها الملعون» ثم ذهب في حال سبيله تاركا الصحفيين في حيرة من أمرهم.. وكأن شيئا لم يكن!! يحدث هذا في فرنسا، البلد الذي يملك تقاليد عريقة في الاعلام والصحافة بوجه خاص، لذلك لا نستغرب ولا نفاجأ حقا ونحن نسمع تقييم بعض المسؤولين الرياضيين في تونس لأداء الاعلام الرياضي... مساء الثلاثاء خرج علينا الدكتور حامد كمون رئيس النجم في إذاعة جهوية ليتهم جانبا من الاعلام «الموجود في العاصمة» بهضم حقوق فريقه وكأن هذا الاعلام يتبع كوكب زحل وليس إعلاما وطنيا يمكن التفاعل معه وإبداء الرأي والدفاع عن «هذه الحقوق» إن كانت قائمة فعلا، بل إن المؤسف جدا في كل ما يُقال عن الاعلام الرياضي أن بعض المتصرفين في شؤون الأندية لا يملكون أدنى فكرة عن قانون الصحافة ولا يفهمون ما معنى حق الرد استنادا الى نصوص واضحة. رئيس الملعب التونسي محمد الدرويش انخرط بدوره في هذه الهجمة على «الاعلام» الذي يشجع على الانشقاق والفتنة ما دام يتحدث عن الانسحابات المتعدّدة في هيئته المديرة ونسي الدرويش كل الكلام الجميل الذي قاله عن تأسيس شراكة حقيقية مع الصحافة الرياضية تتفاعل تفاعلا ايجابيا مع الحياة اليومية لفريق باردو. نظرة المسؤولين الرياضيين للاعلام في أغلبها تكاد تتطابق صراحة، فالصحفي عدو و«نبّار» حتى يثبت العكس أو على الأصّح حتى يتأكد المسؤول أنه كسب «طبّالا» يمدح انجازاته الفذة صباحا ومساء وهذه النظرة تتوزع بين الأندية الكبرى والصغرى على حدّ السواء مع العلم بأن التعامل مع الصحافة الرياضية مازال سيئا الى أبعد الحدود في الجهات، فالصحفي الرياضي وكما قال زميلنا سليم الربعاوي في احدى بطاقاته يريدونه «مجرد مراسل» لا قيمة له وليس من حقه ابداء الرأي والحديث عن مهازل المسؤولين واختياراتهم العشوائية. بالمحصلة هذه النظرة القاصرة والسلبية لن تتغير بين عشية وضحاها وعلى الاعلامي الرياضي أن يفرض سلطته وحقه في نقل الخبر مهما كانت سطوة المسؤول الرياضي وأفكاره المسبقة عن الصحافة الرياضية، فالاعلامي الذي لا يحمل رسالة يدافع عنها سيبقى سجين تلك الصورة البائسة التي يصر البعض على ترسيخها.. أي مجرد مستكتب.. أو «مجرد مراسل».