تابع أغلب التونسيين مباراة العودة في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال افريقيا للأندية البطلة التي احتضنها ملعب رادس في سهرة يوم السبت 18 أكتوبر 2010 والتي انتهت كما يعرف الجميع بفوز الترجي بهدف مقابل صفر الأمر الذي أفضى الى ترشح الترجي الى الدور النهائي لملاقاة نادي مازمبي الكونغولي الفائز بالكأس الأخيرة لهذه الدورة.. كما تابع أغلب التونسيين غضب الاعلام المصري وتعليقاته المتشنجة الموّجهة الى الحكم الذي أدار المباراة ومساعديه وما بلغته من اتهامات وشتائم وما شابه ذلك. كل ذلك يبدو أمرا طبيعيا من الجانب المصري عامة والأهلاوي خاصة بحكم أن هدف الترشح الذي سجله النيجيري اينرامو كان بلمسة يد واضحة، لكن الغريب حقا والمفاجئ هو الترويج لاشاعة سخيفة مفادها أن الحكم ومساعديه حصلوا على رشوة من طرف أحد المسؤولين في نادي الترجي وانتشر الخبر في الشارع الرياضي كالتهاب النار في الهشيم.. طبعا الاشاعة لا تحتاج الى رد ولا الى توضيح لأنها مبنية في أصلها على الوهم والاتهام على غير دليل لغايات في نفس يعقوب.. وكما هي الحال دائما فإن من يروّج لاشاعة ما يبقى مجهولا باسمه ومعلوما بصفاته، والذين روّجوا الى هذه الاشاعة أناس غاظهم أن يحقق الترجي هذه النجاحات المتتالية فراحوا يشككون فيها بالاشاعة لأن النتائج خيّبت آمالهم وأحلامهم في الفشل وتلك هي ضريبة النجاح.. هؤلاء شككوا في كل اختيارات مسؤولي النادي منذ البداية وانتقدوها «مبشرين» بسوء العقابة. ... شككوا في رئيس النادي منذ توليه مقاليد التسيير وقالوا أنه لا يفهم في الكرة، فاتضح من خلال اختياراته وقراراته أنه أدرى من غيره بأسرار التسيير الرياضي وأبدى حكمة نادرة في المواقف المتأزمة أنقذ بها الجمعية من السقوط في دوامة التجاذبات والاختلافات الحادة وحدّ الصف بما أكسب المجموعة قوة وعزيمة على مواصلة العمل والعطاء من أجل تحقيق الغايات والأهداف وما أكسبه احترام أنصار الجمعيات الأخرى.. شككوا في المدرب واختياراته فألجم كل الأفواه بآداء جماعي قار وناجع وخطط تكتيكية متطورة كانت وراء النتائج الايجابية التي حققها الفريق.. شككوا في اللاعبين فخيّبوا شكوكهم بآدائهم البطولي أينما لعبوا واستماتتهم في الدفاع على حظوظهم في كل المباريات التي لعبوها.. شككوا في كل شيء فخاب شكهم فالتجؤوا الى التشويش عبر الترويج للاشاعة قبل فترة وجيزة من موعد الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال آملين في حصول نتيجة سلبية ليقولوا: «ألم نقل لكم؟.. ألم ننبهكم؟..» وتمضي تحاليلهم على غير هدى للطعن في اختيارات الرئيس والمدرب وفي آداء اللاعبين.. أصحاب الشائعات هم من المنتسبين للأسف للعائلة الترجية، فيهم من حاول الاقتراب من دائرة التسيير وحينما فشل انقلب على عقبيه خائبا، ومنهم من يرى في نفسه الخبير الأول والأوحد في عالم الكرة فأضحى يرى في كل ما حدث وكل ما يحدث وكل ما سيحدث خطأ وسوء تقدير وأنه لو كان صاحب القرار لما فعل كذا ولو كان مدربا لما لعب بتلك الطريقة ولما قام بذاك التغيير، وفيهم من هو مصاب بمرض الانتقاد المزمن عافانا وعافاكم اللّه الذي يرى كل شيء معوّجا حتى ولو كان في أحسن حالة، هؤلاء تجد أغلبهم في المقاهي صباحا مساء لكل منهم نرجيليته الخاصة به يدخن ويشاهد التلفاز ويحلل في الآن نفسه في محاولة للتشبه بالمحللين في البرامج الرياضية على القنوات التلفزيونية التونسية والعربية. مروّجو الاشاعات خاب ظنهم والحمد للّه وهم سيواصلون التشكيك في عمل الادارة والمدرب واللاعبين حتى وإن فاز الترجي باللقب القاري وباللقب العالمي لأندية كرة القدم لكن المقارنة بين من يعمل ويجتهد من جهة وبين من يشيع للكذب و«ينبّر» لا تجوز بأي شكل من الأشكال والتاريخ سيحفظ أسماء من اجتهدوا وأصابوا أو أخطؤوا وسيهمل أسماء أصحاب الشك والاشاعة والمروّجين لها من الذين لا يحبون إلاّ أنفسهم ولا يسعون إلاّ الى تحقيق مصالحهم الذاتية على حساب مصالح المجموعة.