تتجه، ما تسمّى، بالحركة الشعبية لتحرير السودان الى الموافقة على إرجاء استفتاء تقرير المصير في الجنوب وبمنطقة «أبيي» المتنازع عليها. وأشارت تقارير سودانية مطّلعة الى أن «الحركة الشعبية» باتت مقتنعة بضرورة ارجاء الاستفتاء لمدّة خمسة اشهر على الأقل حتى يتسنّى لشريكي الحكم حسم القضايا العالقة مثل الجنسية والمواطنة وترسيم الحدود وتثقيف مواطني الجنوب بأبعاد قراري الوحدة والانفصال. وقال رئيس «قطاع الشمال» بالحركة الشعبية ياسر عرمان إن الحركة ناقشت بصورة جديّة المقترح الأمريكي الداعي الى تأجيل الاستفتاء مشيرا الى أنها تعمل حاليا على معرفة موقف «المؤتمر الوطني» من الاقتراح. وأوضح ان الحركة ستصر على اجراء الاستفتاء في مواعيده الى آخر وقت ثم ستصدر بيانا لتأجيله بغية تمكين المراقبين الدوليين من رصد الاخطاء والحيلولة دون وقوعها مستقبلا. من جهته أيضا، لم يستبعد الامين العام للحركة الشعبية وزير السلام في حكومة الجنوب باقان أموم احتمال تأجيل استفتاء «أبيي» إذا لم يتوصل الشريكان الى حل الخلافات العالقة بينهما حتى حلول شهر ديسمبر المقبل. وشدّد في هذه الحالة على ضرورة اجرائه قبل التاسع من جويلية من العالم المقبل. وزعم أموم أن «المؤتمر الوطني» ساوم الادارة الامريكية وأنه رهن تجاوز أزمة «أبيي» برفع العقوبات الاقتصادية الامريكية وشطب اسم السودان من لائحة الارهاب. وفي ذات السياق، قالت مصادر اعلامية سودانية إن المئات من «الجنوبيين» المقيمين في الشمال بدؤوا في النزوح للعودة الى قراهم ومدنهم الجنوبية. وشوهدت حافلات تتجمع بالخرطوم وتنقل عشرات الاسر الجنوبية التي يستقر بعضها في الشمال منذ عقود حيث ستستفيد العائلات من برنامج تموله حكومة الجنوب بأكثر من 10 ملايين دولار. واعتبر احد المسؤولين الجنوبيين ان البرنامج طوعي ولا علاقة له بضمان اصوات العائدين لصالح انفصال الجنوب في الاستفتاء.