تونس – الشروق – حوار أمين بن مسعود: رأى النائب والقيادي في الحزب الاشتراكي الإيطالي أنجيلو سولازو أن أوروبا لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا إذا نعم بهما الشرق الأوسط مؤكدا أن المشاكل التي تردى فيها العراق اليوم هي نتائج حتمية لكارثة احتلاله الذي وصفه بأنه أفظع خطإ اقترفته الولاياتالمتحدة طيلة القرن الواحد والعشرين. واعتبر في حديث ل»الشروق» أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني طبع المشهد السياسي الإيطالي بطابع الشعبوية مؤكدا أنه يعمل رفقة الأطراف المعارضة الإيطالية الأخرى على الإطاحة به وعلى استرجاع الثقافة السياسية الإيطالية المفقودة منذ نحو عقدين. وهذا نص الحوار: في ظل التعنت الصهيوني إزاء استحقاقات السلام واستمراره في الاستيطان والتهويد، كيف تنظرون كسياسي إيطالي للوضع القائم في فلسطينالمحتلة و ما هي الأدوار التي بإمكان روما وأوروبا القيام بها للخروج من الأزمة الراهنة؟ بداية،أعتبر أن أوروبا لن تكون آمنة إلا إذا كان الشرق الأوسط عامة آمنا وإذا توصل الأطراف السياسيون في المنطقة إلى حل سلمي لقضية فلسطين.. الواقع صعب جدا وإسرائيل ممعنة في تهويد القدس وفي مزيد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي تسليط ضغوط جدية على إسرائيل حتى تضع حدا لتجاوزاتها ضد الفلسطينيين وعلى إيطاليا ان تدعم الفلسطينيين حتى ينعم الشعب الفلسطيني بدولة حرة ومستقلة وذات سيادة. أما بالنسبة الى حزبنا «الحزب الاشتراكي» فقد قمنا بالعديد من التظاهرات السياسية وأجرينا الكثير من اللقاءات مع الشخصيات السياسية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وسنعقد ما بين 20 و23 جانفي المقبل مؤتمرا للاشتراكيين في القدسالمحتلة لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط وستكون حركة «فتح» ممثلة لفلسطين في ما ستكون حركة ميرتس ممثلة ل«إسرائيل». الوضع صعب في فلسطين فهل أنه أقل صعوبة في العراق المحتل؟ لن نجانب الصواب، إن اعتبرنا أن احتلال الولاياتالمتحدة للعراق كان أفظع كارثة وأكبر خطإ اقترفته أمريكا طيلة قرن من الزمان وما يعيشه العراق اليوم من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ليست سوى تداعيات ونتيجة حتمية لهذا الجرم الفادح.. كان على الولاياتالمتحدة أن تدرك أن التحول من نظام سياسي محدد إلى نظام ديمقراطي لا يكون عبر الحلول العسكرية وإنما من خلال دعم آليات تطوير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من الداخل.. أما بالنسبة الى الدول الأوروبية التي لا تزال قواتها موجودة في العراق فأنا أرى أنه إن كان لهذا الحضور من بدّ فعليه أن يكون حضورا اقتصاديا وليس عسكريا. تعيش إيطاليا حاليا على وقع الفضائح الجنسية والسياسية لرئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني، كيف تنظرون بصفتكم نائبا في البرلمان الإيطالي الى هذه الفضائح وكيف تفسرون تواترها الدائم؟ بالنسبة الي شخصيا، أنا أرى أن دخول وانخراط سيلفيو برلسكوني في المشهد السياسي الإيطالي حوّل الفضاء السياسي الإيطالي إلى فضاء شعبوي صرف ذلك أنه بسط سيطرته على وسائل الإعلام الخاصة والعامة وأهم الوسائل على الإطلاق القنوات التلفزية الأمر الذي مكنه من الهيمنة على الحياة السياسية الإيطالية. أضف إلى هذا الفضائح الجنسية التي تظهر بين الآونة والأخرى صحيح أنها مسائل شخصية ولكنها أيضا تدخل البلاد في أزمة سيئة منقطعة النظير.. زد على كل ما سبق تحالفه مع حزب «الرابطة الشمالية» La lega Nord الذي يمثل أقصى اليمين المتطرف والذي يدعو إلى تقسيم إيطاليا إلى الشمال والجنوب – وهو الأمر الذي لن نقبله أبدا -.. هذا دون أن ننسى دعمه الشركات الكبرى ولرؤوس الأموال الإيطاليين مع تجاهله الكبير للعائلات المعوزة ولحقوق العمال كل هذه الأمور بعثرت المشهد السياسي في دولة تتبوأ فيها السياسة مكانة هامة جدا وأدخلت إيطاليا منذ ما يقرب عن 16 سنة في أزمة متداخلة العناصر وعلى الرغم من هذا فنحن كأحزاب يسار ومعارضة نرى أن هذا الوضع المتردي لن يدوم ومآله الزوال ونحن نعمل على إعادة الثقافة السياسة الحقيقية الى إيطاليا والإطاحة بشعبوية برلسكوني. بمقتضى ما تقدمتم ببسطه هل بإمكاننا أن نرجع سياسات برلسكوني التصعيدية حيال الغجر والمهاجرين إلى تحالفه السياسي مع حزب رابطة الشمال؟ في تقديري أن سياسة برلسكوني حيال المهاجرين والغجر والأقليات العرقية والدينية الأخرى تثبت أن لبرلسكوني وجهة نظر تختلف بصفة جذرية عن وجهات النظر الأوروبية الأخرى وقد تمثلت هذه السياسة بصفة جلية في سياسة الحد من الهجرة وتصعيد سبل مكافحته المهاجرين غير الشرعيين وللأسف فإن هذه السياسة تجد دعما كبيرا من طرف اليمين المتطرف. كيف تنظرون الى دعوة رئيس مجلس النواب الإيطالي جيانفرانكو فيني سيلفيو برلسكوني إلى تقديم استقالته..وتفكيك حكومته؟ لا أتصور أنها ستكون لها تداعيات كبيرة على المستوى الداخلي فالأوضاع الاقتصادية التي تعتبر مقبولة عامة ستوفر لبرلسكوني دعامة قوية لإبقائه في منصبه فالشؤون الاقتصادية تسير بطريقة موازية للأوضاع السياسية أما بالنسبة الى فيني فأنا أعتبر أنه لا يملك القدرة ولا الأدوات الكفيلة بالإطاحة بسيلفيو برلسكوني