تسارعت الأحداث داخل أسوار القلعة الصفراء بعد هزيمة الفريق يوم الأحد الفارط بنتيجة (10) أمام قوافل قفصة... هزيمة أدخلت زملاء فادي الهميزي في نفق أزمة ثقة بينهم وبين الجمهور زاد من تأجيجها المدرب المساعد حميّد رمضانة الذي صرّح عقب اللقاء بأن بعض اللاعبين منشغلون بدراسة عروض غير رسمية وأنهم لا يعرفون قيمة الجمعية التي يحملون ألوانها وحجمها. تصريح لاقى ردود أفعال متباينة في أوساط الأحباء وعلى مواقع الانترنات بين مؤيد له ورافض لهذه القراءة التي لا تنفع الفريق في شيء. في خضمّ كل هذا عبّر المدرب يوسف الزواوي عن رغبته في الانسحاب من مهمة تدريب الفريق على اعتبار أن اللاعبين لا يتجاوبون مع العمل الذي يقوم به بسبب انشغالهم بأشياء أخرى وعدم وضوح الرؤية داخل النادي بشأن ملف العروض وطريقة التعامل معها. هذا الخبر بمجرد خروجه للشارع الرياضي ببنزرت أدخل الحيرة في نفوس الأحباء والهيئة المديرة وحتى اللاعبين فكيف كان التعامل معه؟ وماذا حدث بعده؟ وفد من اللاعبين في منزل المدرب أوّل من تحرّك كان الثلاثي فاروق بن مصطفى وإيهاب المباركي وفخر الدين الجزيري الذين تحوّلوا إلى منزل مدربهم وجلسوا إليه لأكثر من ساعة وعبروا له عن تشبثهم ببقائه معهم وإصرارهم على إخراج الفريق من الوضعية التي هو فيها (ولو أنها عادية). وأمام شعورهم برغبة يوسف الزواوي في عدم المواصلة كمدرب وتأكيده على بقائه إلى جانبهم اقترحوا عليه السعي إلى إعادة العربي الزواوي وهذا ما أكد يوسف أنه سيقوم به على الرغم من ارتباط شقيقه بعقد مع السويحلي الليبي حاليا يمتد إلى نهاية الموسم الكروي بليبيا. لهذا فكّر يوسف في الانسحاب يوسف الزواوي الذي قبل العودة إلى الفريق يوم 6 سبتمبر الفارط شرع منذ الحصة الأولى في تركيز تقاليد جديدة داخل المجموعة وسعى لتمكين اللاعبين من مبادئ الاحتراف الحقيقية غير أنه كان يصطدم يوميا بتصرفات لا مسؤولة من بعض اللاعبين فهذا لاعب يخبره برغبته في الخروج من الفريق على الرغم من أن العقد الذي يربطه بالنادي يتواصل إلى جوان 2012 وهذا آخر يرفض تمديد عقده. بعض اللاعبين يخيرون أيضا تناول لمجات سريعة وأكلات غير متوازنة على الرغم من توفير الهيئة لغذاء يومي بمطعم سياحي وعشاء في نزل 4 نجوم إلى جانب تصرفات أخرى قرأ فيها المدرب عدم مسؤولية اللاعبين وعدم رغبتهم في تطوير مستواهم وهو الأمر الذي جعله يصر على الرحيل يوم الاثنين الفارط قبل أن يعلن سعيد لسود عن نجاحه في إثنائه عن رغبته. رئيس النادي يتصل بالمدرب رئيس النادي سعيد لسود الذي صبّ جام غضبه يوم الأحد على اللاعبين وقال لهم حرفيا «لقد خذلتموني وخسرتم صداقتي» تفاجأ بالخبر الذي تناقله الأحباء واتصل أولا بفاروق بن مصطفى ليطلعه على ما دار بينه وبين يوسف الزواوي ثم إثر ذلك اتصل بالمدرب هاتفيا وتبادل معه وجهات النظر حوالي نصف ساعة. تأكيد البقاء بعد المكالمة الهاتفية التي تابع تفاصيلها بعض أعضاء الهيئة والذين كانوا مجتمعين بمقر النادي أكد سعيد لسود لهم أنه أقنع السيد يوسف الزواوي بالبقاء ومواصلة مهمته على أن تسرع الهيئة في عملية البحث عن مدرب قار يتسلّم المشعل في أقرب فرصة وتلك كانت رغبة المدرب. حديث عن عودة العربي من جهة أخرى عبر سعيد لسود ليوسف الزواوي عن رغبته في استعادة العربي الزواوي في أقرب وقت هذا في صورة إصرار يوسف على ترك تدريب الأكابر ومن المنتظر أن يتم تفعيل هذا التوجه في قادم الأسابيع خاصة أن بعض الرؤساء السابقين يدعمونه. مع الإشارة أن يوسف الزواوي في صورة عودة شقيقه العربي سيضطلع بمهمة مدير رياضي للفريق. اتهامات لوكيل أعمال لا حديث في بنزرت ووسط النادي إلا عن وكيل أعمال بعض اللاعبين الذي كان مصدر العروض التي شتت تفكيرهم وجعلتهم يحلمون بالملايين وقد استغرب عدد من الأحباء كيف يسقط اللاعبون بسرعة في فخ السماسرة ويسرعون في إمضاء عقود استغلال معهم دون استشارة رئيس النادي أو أصحاب التجربة من قدماء اللاعبين. وقد علمت «الشروق» في هذا السياق من مصدر داخل هيئة النادي البنزرتي أن عددا من اللاعبين سيلغون العقود التي تربطهم ببعض السماسرة في وقت قريب ووفق ما يسمح به قانون كرة القدم المحترفة خاصة أن بعض الوكلاء لا يملكون بطاقات احتراف معترف بها وهذا ما أكده لنا رئيس النادي. إصرار جماعي أمام كل هذه التداعيات لمسنا من خلال اتصالنا بعدد من الأحباء أو من خلال متابعة ما يكتبه الأحباء على صفحات النات إصرارا من الجميع على الوقوف إلى جانب الفريق وترك لغة الاتهامات جانبا خاصة أن النتائج الحاصلة لا توحي بوجود أزمة فالفريق في رصيده 11 نقطة بفارق 4 نقاط عن الموسم الفارط في مثل هذه المحطة والعمل الذي شرع فيه المدرب سيعطي أكله آجلا أم عاجلا وتفاني رئيس النادي و هيئته في خدمة الفريق وتوفير كل المتطلبات لا محدود وبالتالي لا فائدة في تأزيم الوضعية.