أكثر المتشائمين لم يكن ينتظر أو يتوقع ان يمر النادي البنزرتي بالوضعية التي هو فيها الآن خاصة أن المؤشرات التي توفّرت في بداية الموسم كانت توحي بمواصلة عملية البناء والنجاح وتدعم هذا بعودة ابن النادي يوسف الزواوي الذي استقبله الجمهور في أول حصة تدريبية له في احدى ليالي رمضان استقبال الفاتحين لكن نفس هذا الجمهور تغيّرت بداخله القناعات وأصبح يشعر بنوع من الخوف والحيرة وهو الذي اعتقد أن مواسم الغصرات قد ولّت وقد زاد في تعقيد الوضعية عدم اتضاح الرؤية بشأن ملف المدرب يوسف الزواوي الذي أكّد في كل مرّة أنه راحل قبل نهاية الموسم وزاد من تأكيد ذلك عقب مباراة حمام الانف حيث صرّح بلسانه: «انهيت ما جئت من أجله وحققت الأهداف المطلوبة ومنها إلحاق 6 لاعبين شبان جدد بالأكابر بقي المطلوب هو مجاراة البطولة وهذا أمر أي فنّي يمكنه القيام به». هذا التصريح يوحي دون تأويل أن الزواوي راحل لكن كالعادة جاءت تصريحات رئيس النادي هادئة ومطمئنة لكنها مبنية على محور «ان شاء الله»، و«بحول الله» حين صرح أن الوضع مستقر ويوسف مدرب كبير وقدير واجماع بنزرت حوله أكيد و«ان شاء الله باش يواصل» حسب الاتفاق المبدئي معه. فماذا حدث في 48 ساعة الفارطة؟ اجتماع أوّل مع المدرب ثم اجتماع مضيّق! مباشرة اثر نهاية مباراة ملعب رادس انهالت المكالمات على رئيس النادي من كل الجهات بين متسائل عما يحدث وبين مقدّم للحلول الممكنة لاعادة الفريق الى سكته وبين مثمّن لمستوى الفريق الذي ظهر به خاصة في الشوط الثاني فتقرّر عقد اجتماع مضيّق بمقر النادي انطلاقا من الساعة السابعة حيث حضر كل من سعيد لسود رئيس النادي ونائبه الاول مصطاري الغربي والكاتب العام لمجد بلكاهية والناطق الرسمي محمد الحبيب مقداد ورئيس لجنة الاحباء والتنظيم عبد الحميد مقدان ورئيس اللجنة المالية العائد محمد الهادي المعروفي وأمين المال ناجي الفوشالي ولم يغب من المدعويين سوى خالد الترّاس. الاجتماع استغرق حوالي ساعة ونصف أقنع فيه رئيس النادي ورئيس هيئة الاحباء والتنظيم بقيّة الاعضاء بضرورة التمسّك بالمدرب يوسف الزواوي وتكفل رئيس هيئة الاحباء والتنظيم بالاتصال مجددا بيوسف الزواوي واقناعه بالمواصلة مع امضاء العقد، وهذا ما قد يتم اليوم حسب مصدر من الهيئة. الاجتماع المضيّق تم خلاله تداول أسماء المدربين الممكن الاتصال بهم اذا ما انسحب الزواوي وقد انحصرت القائمة في الرباعي عبد الكريم بيرة وخالد بن يحيى وسفيان الحيدوسي ولطفي رحيم وهذا ما أكّده لنا الناطق الرسمي الذي قال لنا حرفيا «ليس هناك اي شيء رسمي سوى الاجماع على ضرورة اقناع يوسف بالمواصلة». والسؤال الذي يطرحه احباء النادي البنزرتي الغيورين عليه هل أن مصير النادي وقدره مرتبط بمدرب بعينه؟وهل من دونه ستتوقف عجلة الفريق عن الدوران خاصة أن هذا المدرب مصرّ على المغادرة؟ تساؤلات مطروحة في كل الأماكن حتى وان حاول البعض من المسؤولين تجاهلها تتطلب الاجابة عنها قليلا من الجرأة وشيئا من الصراحة حتىيتضح مستقبل الفريق. انتداب لاعبين من ستير جرزونة أكّد لنا رئيس النادي أنه وفي اطار دعم رصيد الفريق البشري تم انتداب لاعبين صاعدين من فريق ستير جرزونة وهما أنور الشاذلي وضياء العبيدي بعد متابعة حميّد رمضانة لهما في لقاء رأس الجبل. لاعب الاولمبي للنقل في البال كلف رئيس النادي أحد اعضاء هيئته بالاتصال بهيئة الاولمبي للنقل من أجل النظر في امكانية الانتفاع بخدمات لاعبها حاتم أيت لشقر. الزواوي مستاء لكنه مطالب بالتوضيح عبّر المدرب يوسف الزواوي عن استيائه من تصرّف أحد أعضاء الهيئة المديرة عقب لقاء حمام الانف والذي كان طالب بأن تتوضح مسألة العلاقة بين النادي والمدرب بطريقة اعتبرها المدرب غير مقبولة من عضو هيئة مديرة خاصة أنها جاءت أمام عدد من الاعلاميين وكان المدرب قد اتصل بهذا العضو ولامه على ما صدر عنه والمعلوم ان المدرب يوسف الزواوي عرف بحساسيته المفرطة تجاه ما يصدر عن الهيئة المديرة وكان رفض في الموسم السابق انتقاد اعضاء الهيئة لشقيقه. والمطلوب حسب احباء الفريق أن لا ينشغل كل طرف بالآخر وأن يهتم كل بعمله وأن تزول الحزازيات داخل النادي بين جميع الاطراف لأنه في النهاية يعمل الجميع تحت لواء فريق اسمه النادي البنزرتي. من جهة أخرى طالب الاحباء وعدد من المتابعين المدرب يوسف الزواوي بالكف عن البحث عن العروض طالما هو مستاء من اللاعبين الذين يتحدثون عن تلقيهم لعروض احتراف إذ من غير المعقول أن يمنع الزواوي على غيره ما يسمح به لنفسه.