جلس عبد الله على صندوق حديدي من بقايا صناديق خراطيش الحرب العالمية الثانية وكأنه عائد لتوّه من تلك الحرب جريحا مهزوما وكيف لا يكون كذلك والرجل كان قد أطلق رجليه للريح لحينه هروبا من رحبة الأضاحي. قلت ما بك يا عم عبد الله؟ تنهد وكأن على صدره صخرة سيزيف وأخرجها طلقات كلاشنكوف متتالية وهو يردد قتلني الحقير ابن النعمة، ذبحين الغبي، سلخني، قطعني، قددني «عصبنني» شوى لحمي «شوشط» رأسي وساقي ابن النعجة الغبي الأبله. قلت وماذا أنت فاعل به قال سأفعل به ما فعل بي ذبحا وسلخا وتقطيعا وقديدا وعصبانا وسأصليه نارا حامية مثلما صلاني. قلت كفاك مبالغة يا عبد الله، قال حانقا مرحبا بك في الرحبة زرها إن استطعت وأتحداك إن لم يذبحك العلوش فيها، ويسلخك ويقطعك ويصليك ويشويك قبل ان تذبحه وتسلخه وتقطعه وتصليه وتشويه. قلت : الى هذا الحد يصل الذبح المتبادل بين الضحية وشاريها؟ والى هذا الحد يسبق العلوش الى أدوات المسلخ. قال: والطريف ان كلانا ضحية، العلوش ضحية العيد وأنا ضحية الرحبة. قلت وماذا ستفعل اذن؟ قال: لن يفلت من يدي ابن النعجة الأبله الغبي. قلت أإلى هذا الحد تكنّ له العداء؟ قال : نعم «الشعرة في علوش العيد بدينار» بعد تعديل الاسعار طبعا. قلت : صارحني هل وجدت العلوش؟ قال نعم وجدته وأضعت نفسي في الرحبة؟ قلت: هل سمعت زوجتك؟ قال نعم بلغها خبر أنني وجدت لها العلوش وأضعت نفسي في الرحبة فزغردت وغنت: «قالولي راح قلت جعلته لا روّح»