... بأي حال تعود يا عيد ام لارتفاع اسعار النفط فيك تأثير؟ بهذا دخلت «رحبة المروج لبيع العلوش» لأجد الكثير من الناس وهم في حالة ذهول لارتفاع الاسعار بشكل لم تعتده «هذه الرحبة» من قبل خاصة وانّ المسافة الزمنية الفاصلة عن العيد لم تعد بعيدة جدا... هناك الكل يتحدث عن ارتفاع الاسعار بشكل خيالي جدا من ذلك انّ احدهم قال لي انّ هناك من كان قبل ساعة هنا وقد اشترى علوشا ب 610 دينارا...(؟) بيني وبين نفسي قلت لماذا كل هذا؟ الا يساهم المواطن بدوره من خلال اقباله على الشراء بأي سعر في ارتفاع الاسعار؟ لكنّ لحظة الشرود والذهول لم تدم طويلا اذ بادرني احدهم بالقول: وهو بائع علوش طبعا «اشنوى قاصد ربي» قلت ان كتب قال هاو عندي السلعة اللّي تساعدك رافقته الى زريبته فاذا أقل علوش سعره 290 دينار دون نقاش كثير قلت «اعاناك اللّه».(؟!) ابتعدت قليلا لأجد في الواجهة الاخرى «للرحبة» ضوضاء وجلبة اردت استكشاف الحاصل فاذا بي امام مشهد «صياح» بين مشتري واحد القشارة ممن امتلأت بهم بطحاء المروج فاذا بهذا القشار يقول لهذا المواطن «خوذ او خلي» وبين البائع والشاري يفتح اللّه».!! من هنا وهناك ... بحثا عن حقيقة الاسعار سألت احد التجار وهو القادم من جهة الفحص (ن/ح) فأكد لي انّ الاسعار تحددها المصاريف بما انه يكاد يتنقل يوميا بين رحبة المروج ومسقط رأسه «صواف» من ولاية زغوان فهذا التنقل اليومي «يحسب في عملية البيع» زائد مصاريف العلوش بما انّ سعر كيلو القرط ب 500 مليم، اما كيلو الشعير فهو ب 600 مليم وهذا ما يعني انّ البائع لا يتحمل مسؤولية غلاء العلوش لوحده بما انّ حكاية العرض والطلب تتداخل فيها مسائل اخرى لم يكشفها لي حقيقة.(!) كل شيء عادي غير بعيدا عن هذا البائع قال تاجر آخر انّ اسعار العلوش عادية مقارنة بسنوات مضت في حين يؤكد البائع حمدة / ز من جهة عوسجة انّ الامور عادية جدا وانّ الطلب موجود لكنه يدفع معلوم الانتصاب اليوم وهو ما يجعله يبيع حسب هامش الربح.. لذلك كان سعر العلوش مشطا!! بالعين فقط... وفي سؤال عن عمليات بيع العلوش بالكيلو قال احد الباعة ان «الغشة هناك موجودة وهي سهلة جدا» بما انّ هناك من يجعل العلوش يتناول الخبز مع شرب الكثير من الماء صباحا ليكون المواطن هو الخاسر في عملية الوزن وهي عملية غير بريئة جدا لذلك فانه يختار ان يبيع العلوش حسب الاتفاق مع المشتري المهم ان لا يخسر ليكون البيع بالعين افضل في كل الحالات(!) الصدفة الجميلة في «رحبة العلوش» بالوردية وجدنا هناك الطبيب البيطري يزور المكان لذلك سألناه عن حكاية مرض اللسان الازرق فكانت اجابته انّ هذا المرض غير منتشر في قطيع الاغنام التونسية بما انّ هذا المرض عادة ما يصيب علوشا واحدا على مائة امّا هذا المرض فانه يصيب العلوش عادة في فصل الصيف ايام انتشار الذباب والناموس كما انه ليس بمعد اي انه لا يمكن ان ينتقل الى الانسان عدت لأسأله كيف لي ان اعرف انّ هذا العلوش مصاب والاخر لا قال: «من ملامحه اولا بما انه سيكون «ذابلا» كما انّ اعراضه تظهر في منطقة تحت الاذنين وهي منطقة يمكن ان تجدها منتفخة ولو اني اعود لاقول انه لا خوف من مرض اللسان الازرق... وحتى نلتقي بعد العيد وقبل أن أغادر «رحبة العلوش بالوردية» قلت «مافيها باس لو ألقيت نظرة» على رحبة العلوش بالكبارية فاذا بالاسوام هي هي وهي في تصاعد ان لم اقل اي شيء آخر ولو انّ أحدهم قال لي انّهم يتحدثون عن امكانية توريد العلوش من الجزائر وهو ما سيجعل «الاسعار تتراجع» ولو انّ ذلك صعبا بما انّ برميل النفط في صعود صاروخي اما المواطن «علي بن حمزة» فانه يؤكد انه «مكتف بالفرجة» بما انّ العيد سيمر اما انعكاساته المالية فتظهر بعد ذلك فكيف له ان يعيّد وفاتورة الستاغ وصلته وبها مبلغ مطلوب في حدود 86 دينار وعليه ان يدفعه قبل 21 ديسمبر دون ان اعلق قلت كان اللّّه في العون وباع!