أشرف السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية يوم الجمعة على انطلاق ندوة إقليمية حول «بناء مدينة الغد: الرهانات والتحديات» تنظمها جمعية الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة في أحد نزل الضاحية الشمالية على مدى يومين بحضور عدد من ممثلي الجمعيات المماثلة في حوض المتوسط. وكان السيد محمد المهدي مليكة الوزير المستشار لدى الوزير الأول قد افتتح هذه الندوة بصفته رئيسا للشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة، حيث ذكر بما حققته هذه الجمعية منذ تأسيسها عام 2003 من إنجازات في إطار تنفيذ سياسة رئيس الدولة المتعلقة بالبيئة والتنمية المستديمة ومن ذلك حصولها على جائزة الدول العربية لأحسن مشروع ثم نشاطها صلب العديد من الجمعيات المماثلة في حوض المتوسط. وقال السيد محمد المهدي مليكة إن مفهوم مدينة الغد كما جاء في البرنامج الرئاسي يعني الجمع بين البيئة السليمة الخالية من الملوثات والنفايات الخطيرة وبين حاجيات المواطن في حياته ونشاطه. حزام أخضر أما السيد صلاح الدين مالوش وزير التجهيز والإسكان فقد تحدث عن الارتفاع المتسارع لعدد سكان المدن في حوض المتوسط حيث يعيش ثلثا السكان على الساحل، وحيث تتهدهم العوامل المناخية المتغيرة. واستعرض السيد مالوش ما أنجزته الدولة في مجال القوانين واستحداث المؤسسات المكلفة بدراسة التعمير والتخطيط مع حماية البيئة ومواجهة أزمة التمدد العمراني على حساب البيئة أو الأراضي الفلاحية. كما تعرض إلى احداث وكالة تجديد وتهذيب الأحياء السكنية التي استفاد منها 82 حيا شعبيا منذ 2007 تضم 360 ألف ساكن بكلفة بلغت 260 مليون دينار. أما عن المستقبل، فقال السيد مالوش إن الدولة تعد لإحداث أحزمة خضراء حول المدن لحصر التوسع العمراني واعتماد أحدث طرق التهيئة العمرانية مثل الجغرافيا الرقمية من أجل تحسين العيش في المدن التونسية. هذا وتشهد الندوة تقديم عدد قيم من المداخلات ضمن ثلاث ورشات حول التحولات التي تشهدها المدن الحديثة والتي تطرح تحديات جديدة، وحول التعمير البيئي، أي التهيئة العمرانية الحديثة التي تقوم على احترام البيئة. وتشهد هذه الندوة تخصيص مساحة هامة لنشر التقنيات الحديثة في المدن وهو ما سيكون محور مداخلتي الدكتورة ألفة بن مدين رئيسة قسم بمعهد علوم وتكنولوجيات البناء والتعمير بتونس والسيد معز الصوابني رئيس الجمعية التونسية للأنترنيت والوسائط المتعددة حول تجربة المدينة الرقمية في ضاحية سيدي بوسعيد. المنتزه والأنترنيت وكانت هذه الندوة فرصة للتذكير بالمشروع التونسي الرائد «المدينة المنتزه» الذي تم إحداثه منذ عام 2008 وهو يهدف إلى تأهيل المدن من ناحية النظافة والجمالية والتهيئة العمرانية وخصوصا نشر المساحات الخضراء. كما يقوم هذا المشروع على تشريك مكونات المجتمع المدني والمواطنين في تجميل وتحسين مظاهر المدن مثل غراسة الأشجار ونباتات الزينة في الشرفات والمداخل. غير أن استمرار العمل في برنامج تحسين البيئة لم يمنع المشاركين من طرح مسألة جديدة في المدينةالتونسية سوف تكون من أهم المحاور المستقبلية وهي الاستفادة من التقنيات الحديثة ومصادر الطاقة البديلة وخصوصا نشر الثقافة الرقمية، على غرار التجربة التي أجرتها الجمعية التونسية للأنترنيت والوسائط المتعددة بتوفير الارتباط المجاني بشبكة الأنترنيت عالية التدفق في ضاحية سيدي بوسعيد وحتى في بعض القرى داخل البلاد في إطار تظاهرات وطنية. ٭ كمال الشارني 100 ألف شجرة «مسك الليل» في تونس هو مشروع طريف، يشرف عليه البرنامج الوطني لنظافة المحيط وجمالية البيئة، بمساهمة وزارة الفلاحة والبلديات والمجالس الجهوية والجمعيات ولجان الأحياء عبر البلاد، ويهدف هذا البرنامج إلى غرس 100 ألف شجرة من أشجار مسك الليل، وهي شجرة حديثة ذات رائحة طيبة يعرفها التونسيون بقدرتها على طرد الروائح السيئة وخصوصا في الليل حين تطلق عطرها. وتتميز شجرة مسك الليل بقدرتها على مقاومة الجفاف، وخضرتها الدائمة وإمكانية زراعتها في الأحواض الصغيرة رغم أن علوها يمكن أن يصل إلى ثلاثة أمتار. وانطلق هذا المشروع مع العام الحالي 2010 بغراسة 10 آلاف شجرة في عدة مدن وقرى تونسية، ثم مضاعفة العدد في العام الموالي إلى عام 2014 حيث سيتم زرع 30 ألف شجرة من مسك الليل ليصبح العدد الجملي 100 ألف شجرة. وكشف مصدر من وزارة الفلاحة أنه ستتم مساعدة كل من يرغب في زراعة هذه الشجرة في بيته مع تشجيع الشباب على إحداث المؤسسات التي تعنى بالحدائق والمساحات الخضراء، وأن عدد 100 ألف شجرة هي مساهمة الدولة، التي تتوقع أن يزرع الناس في بيوتهم أضعاف هذا العدد.