أوضح السيد المهدي مليكة الوزير المستشار لدى الوزير الأول أمس في ندوة صحفية أن تونس ستكون سباقة كعادتها في تحقيق إضافات متصلة بالبيئة والمحيط وحق الأفراد في بيئة سليمة وتنمية مستديمة. وأشار الوزير إلى أنه مثلما احتضنت تونس ولأول مرّة على المستوى الإقليمي سنة 1994 الندوة المتوسطية من أجل تنمية مستديمة والتي تمخضت عنها الأجندا 21 للتنمية المستديمة فإنها ستحتضن بداية من يوم الاثنين القادم وعلى امتداد 3 أيام ندوة دولية هامة سيشارك فيها 100 جمعية من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة والنظافة قادمة من 14 بلدا هي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا والبرتغال واليونان ومالطا وموريطانيا ومصر ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وليبيا بالإضافة إلى البلد المنظّم تونس. وأفاد السيد مهدي مليكة أن الندوة التي تحمل عنوان المجتمع المدني وجودة الحياة في البلدان المتوسطية سوف تنتهي إلى عدد هام من النتائج حتى يتمكّن المجتمع المدني من الاضطلاع بدوره كاملا كما ينتظر أن يتم في ختام الندوة وصياغة نص يتضمّن التوصيات في شكل بيان يطلق عليه ببيان تونس حول جودة الحياة بالإضافة إلى تضمين مداولات الندوة والتدخلات في وثيقة شاملة. وأتى رئيس جمعية الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة على ما عرفته تونس من اهتمام مطرد منذ التغيير بمجالات التطهير والتهيئة الترابية والعمرانية والنظافة وتحسين الظروف البيئية وهي العوامل التي ارتقت بمجال جودة الحياة في تونس إلى مؤشرات جيدة تهم المساحات الخضراء والحدائق العمومية والربط بشبكات التطهير وإيصال الماء الصالح للشراب وتوفير ظروف الراحة والأمان للمواطنين في المدن والأرياف على حدّ السواء، وقال السيد المهدي مليكة أن التجربة التونسية في مجالي تطهير الأحياء الشعبية والحماية من التلوث كانت محل اعتراف دولي كبير ساهم في نقلها إلى عدّة دول على غرار البرتغال وتركيا والمغرب. وتوقّف المتحدث عند تزامن الندوة مع بدء موعد سياسي هام في تونس (الحملة الانتخابية) ليؤكد سروره بذلك وقال أن الجمعيات المهتمة بالبيئة لا يجب أن تكون في معزل عن مشاغل المواطنين واهتمامات الرأي العام الوطني خاصة وأن الحملة الانتخابية هي فرصة للتفكير والتشاور وأن البرنامج الانتخابي الرئاسي في نقطته 15 قد تضمن التأكيد على «جودة الحياة». ولم يخف المتحدث تثمينه لمبادرة الدعم الذي يلقاه العمل الجمعياتي من طرف الصناعيين ورجال الأعمال الذين لا يتأخرون في تخصيص الاعتمادات المالية لمؤازة العمل الجمعياتي وأنهم يتشجعون أكثر كلما يلاحظون جدية وحماس من العاملين في الميدان. وعن أنشطة الجمعية التي يرأسها (جمعية الشبكة المتوسطية للتنمية المستديمة) قال الوزير أنها تمكنت من ربط شراكة مع جمعيات تونسية عديدة (40 جمعية) وأنجزت عدّة مشاريع هامة بداية بالنظافة والعناية بالبيئة وصولا إلى ضمان تنمية مستديمة في إطار تحركات ربطت البعد البيئي بالأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضح المتحدث عددا من المشاريع التي نفذتها الجمعية وهي بالخصوص ما قامت به على مستوى منطقة الزريبة التي بها منجم كبير به عدة نفايات ضارة وتم البحث عن كيفية معالجتها كما بحثت الجمعية على مستوى منطقة حمام بنت الجديدي مشاغل منجمية من نفس النوع وأضاف : «للجمعية فرص عديدة لتوفير خبراء ومختصين متطوعين للعمل في تحليل الأوضاع البيئية في عدة مناطق على غرار الجهد المنجز حاليا على مستوى المشروع المقرّر لإنجاز مسار أخضر على امتداد 200 كلم بين رأس جدير ومدينة قابس حيث قامت الجمعية بدعوة خبراء لدراسة كيفية ري الأشجار والمساحات الخضراء المقرّرة بطرق أقل كلفة وذات فاعلية عالية...». ويُذكر أن الندوة المشار إليها ستتضمن حوالي 20 مداخلة وخيمة بيئة (600م مربّع) في منتزه النحلي ستحتضن مشاورات ونقاشات وتبادل الآراء بين ممثلي كبريات الجمعيات البيئية المتوسطية بالإضافة إلى عرض مشاريع حول نوعية الحياة في المتوسط وكيفيات تطويرها وتحسينها علما وأن الندوة موضوعة تحت إشراف رئيس الدولة وسيتولى السيد محمد الحبيب الحداد وزير الفلاحة والبيئة والتهيئة الترابية افتتاحها صباح الاثنين القادم.