قبل مباراة الذهاب تلهت العائلة الترجية بالحديث عن خوفها من الحكم ومن امبراطور مازمبي ومن الاحداث الممكن حدوثها على أرض الكونغو فانغرست في ادمغة اللاعبين أول شوكة لقبول الهزيمة وأول سنبلة لتبرير الخسارة سرعان ما تحولت بعد اللقاء الى حقل من الألغام فجرها الترجيون في كل الاتجاهات فلم نعد ندري معها ان كان الترجي «يحارب» رئيس مازمبي أم الحكم كوكو أم الكنفدرالية ورئيسها عيسى حياتو... والنتيجة أن ضاع الكلام وسط زحام الخماسية ليبدأ كلام آخر أكثر جنونا وأبعد ما يكون عن العقلانية والاحترافية. بعد الخماسية ظننا ان فوزي البنزرتي ومن معه سيعلمون ابناءهم كيفية رد الاعتبار لأعرق الاندية التونسية وكيفية رد الصاع صاعين كرويا... وكيفية التعامل مع مثل هذه القمم الافريقية... وكيفية مسح دموع الجماهير وتقديم أداء كبير كفارة عن الذنب الكبير.. لكن لا شيء من ذلك تم لأن الجماعة مرة أخرى تاهوا في مجالات لا تعنيهم وحشروا أنوفهم في أمور بعيدة عنهم.. وكأنهم يمهدون لحدوث مكروه جديد في ملعب رادس بالذات والا ما معنى ان يخرج علينا فوزي البنزرتي ب«دروس بالجملة» في فن الصحافة وعلوم الاخبار وهو المطالب أولا بكشف طرق الانتصار.. وما معنى أن يرمي الاعلاميين بشتى التهم وكأنهم كانوا السبب المباشر في قبول تلك الخماسية التي لن تغادر الذاكرة الشعبية الا بشرط يقارب المستحيل يفرض الرد عليها بالمثل أو أكثر... لنكتشف مرة أخرى خيبة ظننا في مجموعة خلناها تجهز نفسها لأكبر واقعة كروية... ولرد الاعتبار لأعرق جمعية تونسية ولمسح دموع جماهير تلظت كثيرا بلهيب الخماسية... فإذا بها (هذه المجموعة) تطالع ما تكتبه الصحف المحلية وتتابع ما تبثه القنوات التلفزية لترد عليها بطرق بدائية في زمن يفرض فيه الواقع ان نرد على الأرجل الكونغولية بعرق ورجولية... قلتها وأكررها أن لاعبي مازمبي لم نشهد منه ما يخالف القانون سواء فوق أرضية الملعب أو خارجه أو حتى في حجرات الملابس.. بل بالعكس كانوا في تركيز تام على أدائهم طوال المباراة فمرروا لنا خمس كرات أمام خروج كلي للاعبي الترجي من المباراة بدعوى انها «وفات» بعد ان وجدوا في الحكم أفضل قميص ليمسحوا فيه كل الذنوب الكروية وكأنه قطع أرجلهم حتى لا تصل الى الشباك الكونغولية. اليوم ليس أمام كامل عائلة الترجي من هيئة ومدربين وجمهور وخاصة لاعبين الا ان يؤكدوا للعالم بأسره ان العملاق الأحمر والأصفر لن يسقط وان ترنح.. ولن ينكسر وان خسر... ولن يفقد القدرة على الطيران وان تكسرت اجنحته... واليوم على اللاعبين ان يتذكروا فقط تلك الغصة التي تركوها في أفواه الجماهير وذلك العبث باسم ناديهم الكبير وان تتحول كلماتهم التي رموها يمينا وشمالا الى نار «تحرق» ارضية الملعب يغذيها عرق الرغبة في انقاذ وجه الترجي من التشويه والا فإن طريقة الحساب ستتغير بعد خماسية الذهاب وما سنقف عليه في الاياب..