وقع حوار بين مؤمن وكافر قال الكافر «ورد في كتابكم القرآن: «وما فرطنا في الكتاب من شيء». أجاب المؤمن: بلى ردّ الكافر «هل ورد ذكر لطريقة إعداد «فطيرة»؟ أجاب المؤمن: بالتأكيد ردّ الكافر بتعجب وتهكم «بيّن ذلك» فنادى المؤمن ابنه وقال له: اذهب فأت بالعم صالح ليعلّم هذا الرجل كيف يصنع فطيرة ثم التفت الى الكافر وقال: قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فبهت الذي كفر. شراء الكبش صنعة تقتضي كفاءة ذلك انه قربة الى الله تعالى حدد الفقهاء مواصفاتها فهي مثل كل العبادات تتطلب امرين أساسيين. الاول: النيّة الخالصة وهي ان نقصد من الأضحية وجه الله تعالى وعبادته ولا نضحي عادة ارضاء للأطفال او خوفا من ملاحظات الجيران والأهل. الثاني: كفاءة تراعى فيها مواصفات الكبش حتى يكون أضحية شرعية هذا الأمر مثل الصلاة التي تستدعي إخلاص النيّة وادراكا لقوانينها (طريقة أدائها)فلا تصحّ فيها إضافة كما لا يصح انقاص إن الله يحبّ ان يعبد كما شرّع. فشراء خروف بالمواصفات الشرعية صنعة يدركها التجّار فهم قادرون على تمييز السليم من المريض السمين من الهزيل وخصوصا مرض الجنون الذي ليس فيه علامات جلية. فإذا عمل المؤمن المضحّي بقوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون» ضمن عدة أشياء. الأول: أدى العبادة بدرجة عالية من الاتقان وبلغة القرآن الكريم أقام العبادة. الثاني: ساهم في النهي عن المنكر بغلق باب الغش حينما وقى نفسه من ان يكون ضحية للغش. الثالث: ساهم في مقاومة ظاهرة الغلاء اذ كثيرا ما يرفع الجاهلون بالأسعار ثمن الخروف ويكون بذلك قد وفّر لنفسه ربحا محترما. الرابع: ساهم في تنظيم عملية البيع والشراء بترك المجال لأهل الاختصاص والعارفين ولو كان ذلك بأجر يقدّمه لمن يكلّفه بشراء الخروف. هذه القاعدة يمكن تطبيقها على كل شراءاتنا مثل المساكن السيارات وبذلك يكون المؤمن راعيا لمسؤوليته تجاه مجتمعه ناهيا عن المنكر مساهما في توضيح صورة المجتمع المؤمن مجتمع التكافل والتراحم مجتمع القيم والمبادئ. العيد وحق الكبش كثيرا ما اتهم المسلمون من قبل المدافعين عن حقوق الحيوان بأنهم أناس غلاظ أشداء لأنهم يذبحون الحيوانات وهي في حالة من الوعي ويسبّبون لها آلاما شديدة. ردّ علمي جاء الردّ على هذا الاتهام من خلال تبيّن طريقة علمية ان اللحم المذبوح هو اقل من حيث الجراثيم من لحم الحيوان «المصروع» وهذا ما شجّع كثيرا من البلدان غير الاسلامية ان تذبح ما تستهلك من حيوانات وطيور. حق الذبيحة: دعا الاسلام الى احترام الحيوان عامة وذلك بإطعامه وسقيه والعناية به كمخلوق يقدّم خدمات ويحتاج الى ما يحقق له الراحة. هذه الراحة مطلوبة حتى عند القيام بذبحه من ذلك: أ عدم قطع الاكل والشرب عليه في اليوم الذي يسبق العيد: بعض الناس يمنعون يوم الوقفة الاضحية من الأكل خصوصا بدعوى أن ذلك لا يضرّها او ينفعها (لا ينقص او يزيد من اللحم) وبهدف الحدّ من فضلات الرفث عند تنظيف «الدوّارة» اي التخفيف من التعب، وفي هذا العمل تجاوز للشرع الذي يمنع تجويع الحيوان عمدا بل انه اذا نفق بهذا السبب او غيره جُعلت له دية وهي صدقة تماثل قيمته. ب عدم تقييده عند الذبح الا في الحيوانات كبيرة الحجم (إبل بقر) حتى تتحقق له راحة الموت. ت الكفاءة في انجاز عملية الذبح: يقوم بها شخص كفء بسكين حاد لذلك بحث الفقهاء في طريقة النحر فأبطلوا النحر الذي يقع فيه رفع السكين ثم ردّها أثناء الذبح. قال عليه الصلاة والسلام: «فليحدّ شفرته وليرح ذبيحته» ث بعد عملية الذبح: عدم الشروع في السلخ وقطع الرأس والأرجل قبل سكون الذبيحة ومفارقتها للحياة: هذا الأمر يغيب في المسالخ حيث ان عامل الوقت يجعل الجزارين يسرعون ويتنافسون في انجاز اعمالهم وفي العيد يسعى بعضهم الى الحصول على قدر أكبر من المال يجعله لا يمنح الأضحية وقتا كافيا للموت فيشرع في نفخها وسلخها وهي حية. فمن واجب المضحي الذي ينوّب جزارا ان يمنعه من هذا تمسّكا بالسنّة النبوية وحفظا لحق الحيوان. ج تجنب ذبح الخروف أمام الآخر: ذلك ان هذا الحيوان وغيره قد يشم رائحة الدم وقد «يفهم ما يحدث وهذا ملاحظ بالخصوص عند الجمل الذي يبكي قبل ذبحه او العجل الذي ينفر ويتوتّر». وفي المقابل نجد بعض الناس الى جانب مراعاة ما سلف يطهّرون الأضحية ويبخرونها ويسقونها ماء انطلاقا من انها قربى الى الله تعالى يجب ان تكون في أحسن حال انها شعيرة دينية وصورة من صور التقوى قال تعالى: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم».