المفرقعات التي أطلقتها الجماهير الحاضرة في رادس زادت في حماسة اللاعبين الا أنها لم تلهمهم أداء رفيعا فنيا وتكتيكيا بقدر ما دفعتهم الى تدخلات عنيفة من الجانبين تسامح فيها الحكم في مناسبات عديدة نذكر منها تدخلات الهيشري مع المويهبي وانرامو ضد خشاش وألكسيس مع أفول والمويهبي مع شمام هذه التدخلات أفرزت في الدقيقة العشرين خروجا اضطراريا للاعب أفول كما خلفت عديد الاوراق الصفراء هنا وهناك. لأول مرّة يلعب الترجي حسب امكانيات الخصم وتخلّى عن خطة (4 2 3 1)ليحد من تسربات الذوادي وكفاءة وسام بن يحيى في وسط الميدان لعب بخطة (3 6 1) وهو ما يوحي بأن الترجي سيلعب على الكرات المرتدة بدليل أنه لم يحصل الا على مخالفة واحدة قريبة من المرمى وركنية واحدة اثر ارتباك من دفاع الافريقي. وقد أفلح البنزرتي في ما أراد إذ تمكن الترجي من عكس هجوم أفضى الى تمريرة في العمق من المساكني في اتجاه البديل صابر بن خليفة الذي أرغم السويسي على ارتكاب الخطأ فكانت ضربة الجزاء التي نفذها بنجاح اينرامو رغم اجتهاد الحارس في متابعتها. التصويب من بعيد سلاح الافريقي في ظل الكثافة الدفاعية التي اعتمدها الترجي خلافا لما دأب عليه محليا وافريقيا وجد المويهبي نفسه في عزلة وفشل وسام بن يحيى والذوادي في تمرير الكرة في عمق دفاع الترجي فكان الحل التصويب من بعيد. كرة قوية من وسام بن يحيى تصدى لها بن شريفية وفشل حمام في استغلالها، وواصل الافريقي اعتماد هذا الاختيار التكتيكي فتمكن من تسجيل هدفين اثر تسديدتين من خارج منطقة 18 مترا فتمكن الذوادي من تعديل النتيجة وأفلح العوّاضي في ادراك الاسبقية. الكرات الثابتة سلاح الترجي لردع هيجان الافريقي تمكن الترجي من تسجيل هدفين اثر كرتين ثابتتين الاولى من ضربة جزاء نفذها في الشوط الاول والثانية اثر مخالفة تحصّل عليها تراوي وتمكّن من خلالها الهيشري من تعديل النتيجة بتسديدة رأسية في وقت قاتل. العارضة مع الترجي واصل الافريقي اعتماده على التسديدات في اتجاه المرمى الا أن العارضة تصدّت لتسديدة يسارية قوية ومؤطّرة من زهير الذوادي في الوقت الضائع وحكمت على الدربي بتعادل في النتيجة وتفوّق الافريقي على مستوى الأداء.