اعداد: علي فريد محمد وسامي لم يمض على خسارة الترجي الرياضي للقب برابطة أبطال افريقيا أكثر من أسبوعين حتى أصيبت الكرة التونسية بانتكاسة أخرى وضاع لقب آخر بعد هزيمة الأولمبي الباجي في سطيف أمام الوفاق وهنا اتضح جليا أننا عادة ما لا نكون في مستوى الحدث عندما نضع أنفسنا على محك المنافسات الكبرى أمام الاندية الابرز على الصعيد القاري وهذا الهون يقودنا في الحقيقة الى الكشف عن قيمة المستوى الحقيقي لأنديتنا ومن بعدها لاعبينا المحليين فنيا وذهنيا وبدنيا ومن هنا يمكننا أن ننتهي الى نتيجة مفادها ضعف مستوى بطولتنا وبالتالي لن تكون رافدا أساسيا من روافد المنتخب كما ذهب الى ذلك رئيس الجامعة الذي أكد أن النية تتجه نحو التعويل على المحليين في تشكيل نواة منتخب جديد والسبب أنه عندما نضع أنفسنا على محك التنافس القاري نلمس حقيقة ما نمتلكه وبالتالي لن يؤدي هذا التوجه الى النجاح الذي نتمناه... وعلى النقيض مما ذهب اليه رئيس الجامعة تتجه الاختيارات الفنية للمدرب مارشان نحو اختزال تركيبة المنتخب في اللاعبين المحترفين في الخارج وذلك حسب ما صرح به في معرض حديثه عن المستقبل وهنا نصطدم جميعنا بحقيقة أخرى مفادها أن هؤلاء اللاعبين لم يفيدوا المنتخب كثيرا والسبب هو تواضع امكاناتهم التي جعلتهم اما احتياطيين في فرق محترمة أو معوضين في فرق من الصنف العاشر وبقينا نعيش على أضعاث أحلام هدف عشوائي من أقدام عصام جمعة قد يأتي وقد لا يأتي وعلى مراوغة من قدم فهيد بن خلف الله حتى نهلل لها كثيرا دون أن ندخل في تفاصيل الحديث عن «الانتماء» و«الروح الوطنية» والسبيل الأمثل في خلق توليفة متجانسة وناجعة من لاعبين من ثقافات مختلفة... وبين الطريقين ضاع المنتخب وتاهت هويته ولا ندري كيف ستشكل نواته فشطرها المحلي يعاني من تواضع المستوى فنيا وذهنيا وبدنيا وشطرها الأوروبي يعاني من نفس المشاكل اضافة الى تعقيدات أخرى أصعب وأشد تأثيرا... السؤال الذي حاولت «الشروق» الاجابة عليه في اطار هذا التحقيق هو الى أين يسير المنتخب؟ وكيف سيمكننا مستقبلا «صناعة» هذا المنتخب وتكوينه؟ والى متى سنبقى بين مطرقة محدودية ما نملك وفق منطق تلك حدود الله وبين سندان الواقع الذي يجب أن نتعامل معه كما هو؟ رضا عكاشة: غياب التأطير هو السبب أعتقد ان المسألة ليست مسألة لاعبين محليين او محترفين لأن المدرب عوّل على ما هو متوفّر في الساحة ولا يمكن لنا ان نلومه بل المسألة تتعلق بالتأطير الذي يجب ان يحظى به هؤلاء اللاعبون واذكر هنا على سبيل المثال حادثة اللاعب عصام جمعة الذي قام بتصرفات لا تليق بلاعب محترف وقد دافع عن نفسه معللا ذلك بأن الأمر عادي وكنت شخصيا انتظر ردّ فعل قوي من المكتب الجامعي الذي اكتفى بالفرجة وهو ما لم يكن يحصل لو كان روجي لومار موجودا كما لابدّ من التطرق الى موضوع المنح الذي يجب ان ينكبّ عليه المكتب الجامعي الحالي وذلك بالإيفاء بالوعود تجنبا لمفاجآت غير سارة. منصور لرقش: تكوين جيل جديد... وإلا إذا كان المال موجودا يبقى التشجيع هو المفقود ولذلك فإن كرتنا تسير الى الوراء طالما ان المجاملات مسيطرة واللاعب البارز يتم التفريط في خدماته لأندية أوروبية وأعتقد ان لاعبينا متواضعون ومستواهم عادي ودون ذلك... ويمكن اعتماد الشبان وعلى ثوابت علمية وأسس صحيحة لتكوين جيل جديد يمكن له ان يعلن الصحوة الحقيقية. لطفي القادري: مستوى ضعيف مستوى المحليين ضعيف بدنيا وفي حجم التمارين والعقلية والتباطؤ وعدم الانضباط خارج الميدان حيث السهر وعدم التركيز والاعداد للمباريات واللهث فقط على البحث عن نهاية اللقاءات وفي الموسم ككل ولذلك يكون النسق ضعيفا والمستوى ضعيف.. وضعيف.. نور الدين غرسلي: للمدرب تبريراته لا أرى ان المسألة مسألة لاعبين لأن المدرب ليس له الاختيار ولو اني ألوم هذا الأخير لكونه وجه الدعوة الى الحارس أيمن المثلوثي وبعد احتجاب طويل عن الملاعب لأسباب صحية ولم يشارك في اي مباراة هذا الموسم. وفي خصوص الأجانب فإن المدرب ليس له الاختيار وهو ما جعله يعوّل على لاعبين من الدرجة الثانية وجلهم غير أساسي في التشكيلة. وشخصيا أتمنى ألا تطول فترة الركود التي يمرّ بها منتخبنا حتى لا يحدث لنا ما حدث للمنتخب الجزائري في الفترة الممتدة بين أواخر التسعينات وسنة 2008 كما تمنيت لو تمتع منتخبنا بخدمات أحسن لاعب في السنوات الأخيرة ياسين الشيخاوي إضافة الى أمين الشرميطي الذي ترك غيابه ضد بوتسوانا فراغا كبيرا في الخط الأمامي. مهدي بن سليمان (محترف سابق بمرسيليا وفرايبورغ): أرفض التفرقة بين المحليين والمحترفين «أذكر ان علاقتنا بالمنتخب الوطني كانت متميّزة عندما كنا ننشط خارج حدود الوطن ولم نكن نشاهد مثل هذه التجاوزات والمزايدات ولكن في المقابل كنا نتمتع بمتابعة دقيقة من قبل الجامعة والمدرب الوطني على عكس الآن حيث لاحظت غيابا كليا لهذه المتابعة بالرغم من تطوّر الوسائل التكنولوجية وان كل ما يصدر عن المحترفين حاليا إنما هو نتاج عقلية فنحن في تونس لم نكوّن اللاعبين على قواعد علمية ومنهجية مدروسة فكان من الطبيعي ان نبلغ مثل هذه المرحلة وأظن ان تونس التي أنجبت تميم وغيره من اللاعبين ستواصل انجاب اللاعبين المتميزين ولا حاجة الى المزايدات على تقمص ألوان المنتخب الوطني التونسي مهما كان اسم اللاعب وأرفض التفرقة بين المحترفين والمحليين لأنه لا مكان في المنتخب إلا للاعب الأجدر». رياض البوعزيزي (محترف سابق): مردود المحترفين متذبذب وهذه عوامل النجاح الملاحظة الأبرز حاليا هو ان لاعبينا المحترفين في الخارج يعانون من تذبذب المردود في أنديتهم الاوروبية بالنظر الى العوامل التي يعيشونها هناك والظروف العامة فهم مرتبطون ماديا ومعنويا مع أنديتهم لذلك ينصب اهتمامهم اكثر على فرقهم. المشكل يكمن في تغيير طريقة التعامل عند دعوتهم الى المنتخب فنلاحظ تلك البرودة وغياب الروح في الوقت الذي يفرض عليهم التأقلم مع مختلف الأجواء، ثم محاولة خلق ظروف تساعدهم على النجاح في أداء مهامهم ومن هذا المنطلق على الجامعة التفكير مستقبلا في دعوة اللاعب الأكثر إفادة والأشد رغبة في تشريف المنتخب.