التصريح الذي أدلى به السيد علي الحفصي رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم لبرنامج «ستاد 7» كان مثيرا وغريبا ففي الوقت الذي تتجرع فيه كرتنا مرارة الانتكاسات المتكررة نتائج وأداء وترتيبا، وفي الوقت الذي صار فيه المنتخب الاول واحدا من أضعف منتخبات القارة (بالنتائج وليس بالكلام) جاء تصريح السيد علي الحفصي ليزيدنا يقينا بأن كرتنا تسير بالسرعة القصوى نحو الهاوية، ولأن حالة الوهن التي صار عليها المنتخب الاول بلغت درجة قد تحول دونه ودون الترشح لنهائيات 2012 فإن رئيس الجامعة تيمّنا بما قاله الذئب ذات يوم لعنقود العنب «القارص» ادعى بأنه بمقدور كرتنا التضحية بكأس افريقيا 2012 والعمل ل2014. يا سلام هكذا و«اللّي طاح يحسب روحو تزرزح» ولا ندري بماذا سنكسب هذا المستقبل بالمنتخب الاولمبي الذي هو الآن دون مدرب ولم يثبت أية جدارة ببساطة لأنه لم يخض أي مسابقة رسمية أم بفريق الاواسط الذي انسحب من كأس افريقيا من أول جولة أمام السينغال أم بفريق الاصاغر الذي لم يشذ عن فصيلة الانسحابات المريرة وانهزم ضد من؟... ضد «غمبيا» والتي يجهل 99٪ من التوانسة موقعها الدقيق على الخارطة الجغرافية للقارة وهي غائبة تماما عن الخارطة الكروية. هذه حال منتخبات الشبان ولأن «فالهم عند صغارهم» فنحن نعرف ملامح مستقبل كرتنا الى أن يأتي ما يخالف ذلك وحده علي الحفصي يرى ما لا نراه وها هو على رأي محمود درويش: «يدعو الى أندلس بعد ما حوصرت حلب» وبعدما أصبحنا كرويا «قنطرة» تمر فوقنا «الكرارط» و«النطيحة والعرجاء»... ها هو يوهمنا بأنه علينا أن نضحّي (مع العلم أن هذا لم نسمعه في حملته الانتخابية) نضحّي من أجل ماذا لا أدري؟ ألم يلاحظ هذه الهزائم المتتالية لفرقنا ولمنتخباتنا عن بكرة أبيها؟ بربّك يا سي علي اعطنا اسم لاعب واحد «تركح فيه العين» أو بالاحرى «يركح» في غربال المقاييس العلمية للاعب العصري... لا أحد... لا نرى سوى أشباه لاعبين فضحتهم وعرّت مستواهم المسابقات القارية أندية ومنتخبات، فلا تضحك علينا من فضلك، فإننا كلما تذكرنا الكرة لم يعد «عيننا في الضحك».