نسج فيكتور بوت شبكة حول العالم وكان في فترة ما يملك نحو خمسين طائرة شحن قبل أن يقع منذ أسبوع بين أيدي الشرطة الامريكية التي تسلمته على طبق من ذهب من نظيرتها التايلندية... ويؤكد بوت المسجون حاليا في نيويورك أن قصته لن تنتهي في سجن مانهاتن... أما زوجته فتقول ان اعتقاله غير مشروع وان زوجها وقع ضحية لعبة ديبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة بينما يرى المدعي العام الأمريكي أن ترحيل بوت الى أمريكا انتصار للقانون الدولي... ولا نعرف بطبيعة النهاية المحتملة لقصة بوت أشهر تاجر سلاح في العالم ولكن البداية كانت كالتالي... الامبراطور... العنكبوت ولد بوت في دوشامبي (طاجيكستان) سنة 1967 (أيام الاتحاد السوفياتي السابق) ودرس في المعهد العسكري للغات الاجنبية في موسكو قبل ان يلتحق بسلاح الجو السوفياتي... هذا ما يقوله تقرير للأمم المتحدة عن سيرته الذاتية لكن التقارير الغربية تقول انه أحد رجال المخابرات السوفياتية السابقة وهو ما نفاه فيكتور بوت دائما... في بداية التسعينات ومع انهيار الاتحاد السوفياتي وجد فيكتور بوت نفسه في وضع غريب... طائرات مهجورة على المدارج بين موسكو وكييف ومستودعات ضخمة من الأسلحة والعتاد تحت حراسة جنود وضباط لا يتلقون أي أجر... وبالمقابل كانت هناك زيادة كبيرة في الطلب على الأسلحة عبر العالم الذي بدأ وقتها فترة معاناة وتمزق وانهيارات... وبينما كان جهاز السلطة في العالم ينتقل بسرعة من التأميم الى الخوصصة وجد فيكتور الفرصة متاحة أمامه لبدء تجربة قطاع خاص (خاص به) على وقع انهيار حتمي لحكومة أو حكومات «بلاده السابقة»... وبدأ فيكتور بوت مرحلته التجارية ببيع أسلحة وعتاد من «شركة» الاتحاد السوفياتي وأقام شبكة عبر العالم بخطوط متقاطعة ومتداخلة بين افريقيا وأمريكا اللاتينية وكانت ركيزة امبراطوريته شركة النقل «ايرسيس» التي أسسها في مونروفيا (ليبيريا) عام 1996. وحسب منظمة العفو الدولية فإنه في مرحلة من المراحل كانت لبوت حوالي خمسين طائرة شحن في كافة انحاء العالم... رحلات عبر العالم فيكتور بوت يجيد ست لغات ويقال انه استخدم سبعة أسماء مستعارة للاشراف بنفسه على تجارته وكان يبيع السلاح من الصواريخ والقذائف الى المروحيات الى حكومات والى جماعات وجهات متخاصمة في كافة أرجاء العالم «من الحروب الأهلية الافريقية الى التمرد الكولومبي مرورا بالشرق الأوسط وأفغانستان.» وأسس بوت شركات بلوحات تسجيل مختلفة وأشرف على ادارة أعماله من افريقيا وبلجيكا ثم من الامارات العربية المتحدة وقد رصدت طائراته على مدارج افريقية وآسيوية وأمريكية لاتينيه. ويقال ان فيكتور بوت وشأنه في ذلك شأن أسلحته قد زار مختلف أرجاء العالم ولكن الرجل يظل برأي الأمريكيين رجلا خطيرا وربما الأخطر عبر العالم بما أنه «يسلح كل الذين يحاربون أمريكا وتحاربهم». لكن المشكلة القانونية للولايات المتحدة تتمثل فقط في اتهام بوت ببيع أسلحة لمتمردين كولومبيين لقتل مواطنين أمريكيين وكذلك لدعم الارهاب. وتقول التقارير الأمريكية ان بوت باع الكولومبيين صواريخ سام مضادة للطائرات وطائرات مروحية وقاذفات صواريخ... واصدرت أمريكا مذكرة اعتقال ضد بوت الذي اعتقل في بانكوك (تايلندا) في مارس 2008 بعدما التقى عملاء أمريكيين ادعوا انهم من حركة التمرد الكولومبية.. وبعد عامين من الأخذ والرد قامت تايلندا بتسليم بوت الى الأمريكيين الذين اودعوه السجن (تحت حراسة مشددة في مانهاتن بنيويورك). ومنذ ثلاث سنوات كانت شخصية فيكتور بوت محور فيلم «سيد الحرب» (لورد اوف وور) الذي قام ببطولته نيكولاس كيج ووصف فيه بوت بأنه تاجر الموت. وفي الفيلم ينجح شرطي عنيد في توقيف مهرب الأسلحة لكنه يجبر على اطلاق سراحه بعد تدخل مسؤول أمريكي كبير... ولا يوجه في الواقع أي سبب للاعتقاد بأن ما يحدث فيلم... أو ليس فيلما... ويقول بوت ان قصته في الفيلم أو في الواقع لن تنتهي في سجن نيويورك..