أدخلت الحكومة الأمريكية تعديلا آخر على سياستها إزاء النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة حيث أعطت رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون، في سياق تأييدها السياسي له، إشارة موافقة على بناء وحدات استيطانية داخل بعض المستعمرات اليهودية مما يعني زيادة في عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية. وكانت السياسة الأمريكية خلال السنوات الثلاث الماضية دعت إلى تجميد «كل النشاط الاستيطاني» بما في ذلك ما تصفه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ب»النمو الطبيعي» للاستيطان الذي ينجم كما تزعم بفعل الزيادة في عدد المواليد وعوامل أخرى، حيث اعتبرت الحكومة الأمريكية أي زيادة في ذلك النشاط هو «انتهاك» للاتفاقات. وقد لاحظ مراقبون أن المسؤولين الأمريكيين قد امتنعوا عن إصدار أحكام إدانة أو انتقاد بشأن زيادة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية في أعقاب إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن طرح 1001 مناقصة جديدة لبناء شقق مدعومة حكوميا لمستوطنين يهود في الأراضي المحتلة. وقالت مستشارة بوش للأمن القومي كوندوليسا رايس في خطاب لها أمام معهد الولاياتالمتحدة للسلام في واشنطن يوم الخميس الماضي «إن ما طلبناه من الحكومة الإسرائيلية أن تعلمنا ما هذا الذي تقوم به» ولكن رايس أضافت «إن توسيع الاستيطان لا يتفق مع فهمنا بموجب خارطة الطريق» التي ترعاها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. وقال مسؤولون أمريكيون أن رايس كانت تشير إلى طاقم من المستشارين الفنيين برئاسة مسؤول كبير في مكتب الاستخبارات بوزارة الخارجية الأمريكية سيسافر إلى فلسطينالمحتلة الشهر المقبل لتفحص الخطوط الحدودية لمواقع البناء في المستعمرات اليهودية الصغيرة التي تطلق عليها حكومة بوش «المراكز الأمامية» التي كان وعد شارون بإزالتها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي إن قرارا اتخذ الأسبوع الماضي بعدم تعميق متاعب شارون السياسية في وقت يكافح فيه ضد المتطرفين في حكومته الثائرين ضد اقتراحه بالتخلي عن المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة المحتل. وأضاف بأن البيانات الأمريكيةالجديدة الصادرة الأسبوع الماضي عكست «قرارا سياسيا سريا باتجاه قبول النمو الطبيعي لبعض المستعمرات على الرغم من البيانات السابقة المتكررة.» وعزا مسؤولون أمريكيون موقف البيت الأبيض الراهن إلى تردد الرئيس جورج بوش في انتقاد إسرائيل خلال حملته لانتخابات الرئاسة التي يتطلع فيها إلى الحصول على أصوات الناخبين اليهود الأمريكيين. وقد جاء التغير في الموقف الأمريكي في وقت تستعد اللجنة الرباعية الراعية لخارطة الطريق لعقد اجتماع لها الشهر المقبل في نيويورك حيث سيشارك فيها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول. وينتظر أن يكرر المشاركون في الاجتماع مطالبهم بأن توقف إسرائيل كل عمليات البناء لوحدات سكنية جديدة في المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية.