صعّدت حكومة تل أبيب مجددا وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية بدعم شبه معلن من الإدارة الأمريكية حيث تقرر بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنتين قرب القدسالمحتلة.. ويسير هذا التصعيد الاستيطاني في خط مواز للتصعيد العسكري على الميدان حيث تواصلت امس الاعتداءات الاسرائىلية مخلفة مزيدا من الشهداء. واعطت سلطات الاحتلال الضوء الاخضر لبناء (301) وحدات سكنية في مستوطنتي «هارجيلو» وهارادار... وستقام 200 وحدة في المستوطنة الاولى في حين تقام المائة المتبقية في الثانية. تصعيد استيطاني وجاء الاعلان عن بناء الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنتين القريبتين من القدسالمحتلة على لسان متحدث باسم الإدارة المكلفة بالتصرف في الأراضي المغتصبة التي تسمى «اراضي الدولة». واعطت حكومة شارون الضوء الاخضر لبناء هذه الوحدات السكنية في سياق تصعيد استيطاني اكبر حيث من المقرر ان تبنى مئات الوحدات الاخرى في مستوطنات الضفة الغربية في الاسابيع والأشهر المقبلة وفق ما ذكرته امس يومية «يديعوت احرونوت» العبرية. وكان رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون قد اعلن الاسبوع الماضي في سياق التمهيد لهذا التصعيد الجديد في النشاط الاستيطاني، عن بناء 1000 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة. ووفق الصحيفة العبرية ذاتها فإن اكثر من 2000 ترخيص لبناء وحدات سكنية في المستوطنات قد منحت او انها على وشك ان تمنح هذا العام وهي ضعف التراخيص التي اعطتها الحكومة الاسرائىلية العام الماضي. ومع ان المستوطنين في الضفة الغربية لا يشكلون إلا 3.6 من مجموع السكان اليهود في فلسطينالمحتلة عام 1948 الا ان نسبة بناء المساكن الجديدة في المستوطنات تعادل 12 من المجموع العام. وجاء الاعلان عن بناء (301) وحدات سكنية في مستوطنتين قرب القدسالمحتلة بعد ايام من التصريحات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز والتي اشار فيها مسؤول امريكي كبير الى تغيير في سياسة إدارة بوش الابن باتجاه دعم الاستيطان بدعوى متطلبات «النمو الطبيعي» للمستوطنين في الاراضي المحتلة وهي الذريعه التي يستخدمها شارون في حملته الاستيطانية. وكان مصدر ديبلوماسي امريكي قد قال اول امس ان الإدارة الامريكية باتت تنتهج الآن سياسة مغايرة تقوم على الأخذ بالاعتبار «الحقائق الميدانية». وحسب وسائل الاعلام العبرية فإن إدارة بوش التي لم توجه اي انتقاد لشارون بعد اعلانه مؤخرا بناء الف وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة، قد وافقت على بناء الوحدات الجديدة «بشرط» ان يتم البناء داخل حدود المستوطنات. وتريد إدارة بوش من خلال هذا الموقف «مساعدة» شارون الذي يواجه معارضة قوية لخطة الانسحاب من غزة داخل الليكود حسب وسائل الاعلام العبرية ايضا. وبخصوص الانسحاب المفترض من قطاع غزة اقترح امس وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز اخلاء مستوطنات القطاع و4 مستوطنات «معزولة» بالضفة الغربية دفعة واحدة العام المقبل. اعتداءات وشهداء وبالتوازي مع التصعيد الاستيطاني، تواصل امس التصعيد العسكري الاسرائىلي في الاراضي المحتلة موقعا مزيدا من الشهداء. واستشهد صباح امس حازم ابو زهري (21 عاما) اثر اصابته في البطن بنيران دبابة اسرائىلية كانت رابضة في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر (في منطقة رفح). وظل الشاب ينزف في الموقع الذي اصيب فيه الى ان استشهد ولم تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليه بسبب اطلاق النار من جانب قوات الاحتلال. وسقط الشهيد خلال توغل شاركت فيه عديد الدبابات والآليات الاسرائىلية. وشهدت الضفة الغربية توغلات في عدد من المدن والبلدات بينها مدينة طولكرم حيث اعتقلت قوة صهيونية خاصة نمر ابو ربيعة (30 عاما) القائد المحلي لكتائب شهداء الاقصى. وكان افراد القوة متنكرين في ملابس فلسطينية.