لا احد كان يريد ان يكون في وضع مدير مهرجان بنزرت الدولي لطفي الصفاقسي عندما تأخر وصول المطرب اللبناني مروان الخوري الى الساعة العاشرة و45 دقيقة، وبدأ صبر الجمهور ينفد ويتجلى في التصفير تعبيرا عن الغضب والاستياء.. ولكن ومع اطلالة الفنان بطلعته المشرقة في تلك اللحظة تحول التصفير الى هتاف وتصفيق وترحاب جماهيري حار، كان له دون شك، اثر ايجابي في نفس الفنان الذي غنى فأبدع وشدا فاطرب، ولم يملك نفسه امام تجاوب الجماهير الكلي معه من ان ينزل من الركح ويصافح مغنيا وشاديا جميع من كانوا بالصف الامامي، تحت عبارات الثناء من المعجبين والمعجبات، كقول احداهن له «انا نحبك برشة». تعددت اغاني النجم مروان الخوري: خذني معاك، البنت اللبنانية، يبعث الله، حبيب قلبي، يا رب، كل القصائد، ساعة بساعة، انا والليل، قصر الشوق، يا خاينة، بتمون، معقول انساك، عز الحبايب، كرمالك، اطلع فيّ، لو في يا ليل، تحركت مشاعر الفتيان والصبايا، رقصوا مع الاغاني الايقاعية المثيرة، وانصتوا جالسين الى الاغاني والقصائد الرومانسية الحالمة وكشف مروان في هذا التناوب بين نوعي الاغاني عن دراية كبيرة في التعامل مع الجمهور. شرح لهم معنى كلمة «بتمون» التي تعني باللهجة اللبنانية «بتأمر» واهدى لتونس اغنيته الجديدة «اجمل عينين» بعدما تلا عليهم مطلعها: اجمل عينين بالدنيا شافت عينيّ قلتها من وين قالت لي تونسية اوفى مروان الجمهور حقه، فامتد حفله ساعتين، غنى، بحبّ وصدق، كان كل شيء فيه يشي بذلك، حركاته على الركح، ابتسامته المتواصلة، نزوله الى الجمهور، الغناء المتواصل دون انقطاع او «تذاك» لاضاعة الوقت، فاستحق الهتاف المطول في نهاية الحفل، وكان في الموعد في اللقاء الاعلامي اثر ذلك معبرا عن سعادته بنجاح الحفل وتفاعل الجمهور، ومشاريعه المستقبلية ومنها اقامة حفل كبير يتم تصويره بطريقة سينمائية، يشارك فيه العديد من الفنانين والنجوم العرب كالفنانة المتألقة والرائعة ماجدة الرومي، حول مواضيع الحب والوطن والمرأة.
