كشف تقرير أعدّته مجلة «أودناكو» الروسية أن السلاح الذي استخدم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري طوّرته ألمانيا، وهو عبارة عن صاروخ يبلغ طوله عشرات الصنتمترات ومزوّد بكمية من اليورانيوم المخصب يرجّح أن يكون قد أطلق من طائرة بلا طيار وفق ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية. وجاء في التقرير أن هناك حقيقة واحدة لا لبس فيها وهي أن هذا السلاح جهز بكمية قليلة من اليورانيوم المخصّب وهو يصدر بالتالي اشعاعات يمكن قياس حجمها، مشيرا الى نجاة أحد ركاب سيارة الحريري المصفحة من الانفجار والى نقل الوزير باسل فليحان (الذي توفي لاحقا) الى مستشفى عسكري فرنسي ممتاز للعلاج، حيث ذهل الأطباء حين اكتشفوا تعرضه ليورانيوم مخصب، لكن لم يربط أحد ذلك بالهجوم. تحليق طائرات وتحدث التقرير عن أنّ العديد من الشهود أكدّوا أنهم سمعوا صوت طائرة تحلق فوق مسرح الجريمة. وقد طلب المحققون من الولايات المتحدّة واسرائيل اللتين لديهما أقمار اصطناعية للمراقبة، تزويدهم بصور وثيقة الصلة بالموضوع. وفي يوم الهجوم أرسلت الولاياتالمتحدة طائرة «أواكس» فوق لبنان. وقد تساعد المعطيات التي تسجلها هذه الطائرة في تأكيد وجود طائرات تجسّس وأيضا في تحديد مسارها، لكن واشنطن وتل أبيب اللتين حثتا كثيرا كل الأطراف على التعاون مع المحكمة الدولية رفضتا طلب المحققين. وأضاف التقرير أنه بالاستناد الى الخبراء العسكريين يمكن أن ينتج السلاح المستخدم في تفجير موكب الحريري أنواعا أخرى من التأثيرات، حيث يحدث ضغطا قويّا جدّا على منطقة الانفجار. وتابع التقرير أن الأشرطة أظهرت عددا من الأشلاء التي قطعت بفعل الانفجار بشكل غريب، حيث كان مكان القطع خاليا كليّا من الشوائب كأنه حصل على تماثيل طينية. فلا أثر لعظام محطّمة أو بارزة أو جلد ممزّق ويعود السبب الى أن التفجير امتص كل الأوكسيجين وجفّف الأجساد مما جعلها هشة. وفي الساعات التي تلت الانفجار اشتكى بعض الشهود في المكان من رائحة الأمراض المنتشرة، وعلى نحو مغلوط فسّرت السلطات ذلك بأنه ردّ فعل نفسي على الصدمة التي عانوا منها. وتمثل هذه الملاحظات أساس عمل أي تحقيق جنائي، وكان يجب أن تكون نقطة البداية، لكنها لم تظهر في أي من التقارير التي سلمها «الخبراء الأمنيون» الى مجلس الأمن. مسؤولية الحريري وفيما توقعت مصادر صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية اليوم، اعتبر نائب أمين «حزب اللّه» الشيخ نعيم قاسم أن رئيس الحكومة سعد الحريري يتحمّل مسؤولية وقف مهزلة اتهام الحزب باغتيال والده رفيق الحريري. وقال قاسم إنّ «إدارة القرار الظني المفتري هي إدارة دولية والعدوان الذي نواجهه اليوم هو عدوان دولي»، مؤكدا أنه بإمكان الحريري أن يصرخ لمصلحة الاستقرار ولمصلحة الحلّ الصحيح وهو يعلم الطرق المناسبة لايقاف المهزلة. وعمّا إذا كان مطلوبا من الحريري أن يبرّئ «حزب اللّه» كما فعل لسوريا، أكد قاسم أن التصريح لا يكفي وإنما يجب أن يكون هناك عمل في هذا الاتجاه. وأكد قاسم أن «حزب اللّه» يعتبر أن ما قبل القرار الظني يختلف عما بعده، مشيرا الى أن كل الاحتمالات واردة للردّ على القرار. وكان الحريري صرّح في ختام زيارته لفرنسا أمس الأول أن العلاقة مع «حزب اللّه» كانت دائما جيّدة، مضيفا: «قد تكون لدينا اختلافات أحيانا وهذا أمر طبيعي، فهذه هي السياسة والديمقراطية».