بعيدا كل البعد عن سوق عكاظ لفطاحلة الشعراء في المدح، والهجاء والرثاء، أيام كان الشعر يباع ويشترى في بورصة خزائن الملوك والأمراء والولاة وشيوخ القبائل. وبعيدا عن المعلقات السبع المكتوبة بماء الذهب أيام كان الذهب ماء والماء ذهبا يسري تحت الأقدام مباشرة بعيدا عن هذا وذاك. وتحديدا في مناطقنا العربية السقوية بماء الذهب إلى حد الآن ينبت سؤال بعلي يأبى الارتواء من ماء الذهب الأحمر دما والأسود نفطا : ماذا بقي من المعلقات في العراق مثلا بعد الحدائق «المعلقة في بابل أشهر عجائب الدنيا السبع سوى سبع معلقات لأشهر غرائب الدنيا عند بني لهب من عجم وفرس وعرب وأولها الأعناق المعلقة في حبال المشنقة لرموز بابل والرافدين وثانيها الآمال المعلقة على تقسيم العراق في سلاسل كلاب الأمريكان المختصة في شمّ النوايا الحسنة في الصدور. وثالثها الأحزمة المعلقة في الخصور الراقصة على نغمات الموت والتقتيل والهدم والدمار. ورابعها تشكيل الحكومة المعلقة في مهب الرياح الشرقية والغربية والدواوير الرملية المحلية وخامسها العمائم السود المعلقة على رؤوس كلما تعرّى رأس منها إلا وظهر هو رأس الفتنة ذاته. وسادسها سدة الحكم المعلّقة على ظهر دبابة في المنطقة الخضراء ببغداد هارون الرشيد. وسابعها وآخرها معلقة المالكي في مدحه للبرلمان وسيره نحو برّ الأمان برئاسة حكومة بلا حكومة (بدون تعليق) على ربع المليون من المعلقات الجديدة تحت قبّة البانتاغون لأمير الشعراء «ويكيليكس» في التغزل الأمريكي بالعرب لسواد عيونهم.