مليارات ومليارات تلو المليارات والمليارات استثمرتها الدولة في احكام التصرف في مواردنا المائية شربا وريّا وتصنيعا، فكانت السدود وكانت المناطق السقوية وما أكثرها وازدادت التربة خصوبة وعطاء وارتفعت قيمة الارض عشر مرات أكثر مما كانت عليه سابقا، فهل درّ خيرها عشر مرات أكثر من درّه سابقا وذاك أضعف الايمان بما كنا نؤمن ونأمل؟ لماذا لا نرى الاخضرار الدائم في مناطقنا السقوية الا نادرا؟ وهل أن الارض كحليمة عادت الى عادتها القديمة؟ أم أن مالكها من مساندي حليمة في عودتها الى عادتها القديمة؟ معذرة مالي أتحدث عن حليمة ولا أعرف لها وجها ولا أثرا ولا أعرف لها عادة ولا طريقا لعودتها لا من أين ولا الى أين؟ ولكن ما أعرفه أن الاخضرار نعمة راهنا عليه في مناطقنا البلدية وحققنا منه ما تجاوز معدل 15 مترا مربعا للساكن الواحد فما المانع من ان نحقق منه في مناطقنا السقوية مثلا تسعين في المائة من الهكتار اخضرارا في الهكتار الواحد. أليس في الدنيا من يرى قطرة ماء خيرا من كنز فمالنا نحن لا نرى موازيب الماء في أرضنا خيرا من النفط والغاز والإيرانيوم المُخصّب لأنها أخصب وأخصب وأخصب. وهنا مربض الفرس فدعوني أطلق للفرس قيده وعنانه ونركبه سويا نبحث عن جواب لهذه الأسئلة. ماذا تفعل الزراعات البعلية في مناطقنا السقوية؟ ومن يقاوم الزحف الاستيطاني للبعلي في السقوي الذي ينبت زعفرانا؟ ومن يرفض أن يموت الزرع كجمل الناعورة عطشانا وهو في الماء!!؟ أم أن بيننا من يزرع «سقوي» ويفكر «بعلي» والعكس صحيح!!؟