تشير الاحصائيات في تونس الى اتجاه المجتمع نحو تدعم الفئة العمرية أكثر من 60 سنة وتغيّر تركيبة المجتمع وتدعم فئة المسنين والشيخوخة وهذا يتطلب تطوير الخدمات الصحية الموجهة الى هذه الفئة ومواكبة تحوّلات المجتمع ومن هنا تأتي أهمية دور الصيدلاني في الإحاطة بالمسنين وتحسيسهم بالوقاية وتجنب استعمال العديد من الأدوية في نفس الوقت. ويلعب الصيدلاني دورا كبيرا في تحقيق أهداف السياسة الصحية الوطنية ومسايرة تحوّلات المجتمع وكان السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية أبرز مؤخرا خلال الايام العلمية الخامسة لمجلس هيئة الصيادلة الدور الموكول الى الصيدلاني وأكد على أهمية التطوّرات التي سجلها قطاع الصيدلة والأدوية إذ بلغ عدد الصيادلة حوالي 4 آلاف صيدلاني وناهزت الاستثمارات الوطنية والأجنبية المنجزة 500 مليون دينار فضلا عن إحداث 43 وحدة لصناعة الأدوية. ويشهد قطاع الصناعات الصيدلانية في تونس نموا واعدا إذ يسهم في تغطية حوالي 49٪ من الحاجيات الوطنية من الأدوية وينتظر ان تصل هذه النسبة الى 60٪ في أفق 2016. ويحظى الكبار في السن في تونس بمكانة هامة تتجلى بالخصوص من خلال مختلف الآليات والبرامج الهادفة الى مزيد الإحاطة بهم وادماجهم في المجتمع تكريسا للتواصل بين الأجيال ودعما للتماسك الاجتماعي. كما تم تخصيص اليوم العربي للمسنين وهي مبادرة للاعتراف بالجميل لهذه الفئة. وإضافة الى دور الصيدلاني في الارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية الموجهة الى المسنين فإن مهمة التمريض يجب ان تتطوّر وتواكب التحوّلات التي تمس تركيبة المجتمع والاستفادة من تقنيات العلاج في أمراض الشيخوخة وطب المسنين وتطوير سبل رعايتهم. ويمثل المسنون في تونس حوالي 9.7٪ من إجمالي السكان وينتظر ان تصل هذه النسبة الى حدود 20٪ في سنة 2035 وهو ما يستدعي ملاءمة المنظومة الصحية لمتطلبات الرعاية الطبية والإحاطة النفسية الموجهة الى هذه الشريحة.